قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير داخلي إن الطلب على نفطها سيظل تحت ضغط خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما قد يزيد الجدل بشأن استرتيجية المنظمة القائمة على الدفاع عن حصتها السوقية بدلاً من الدفاع عن الأسعار، متوقعة ارتفاع سعر النفط إلى 80 دولارًا للبرميل بحلول 2020. وتتوقع مسودة التقرير الخاص باستراتيجية أوبك على المدى البعيد، بحسب وكالة «رويترز»، تراجع إمدادات المنظمة التي تستهدف إنتاج 30 مليون برميل يوميًا، قليلاً عن مستواها في 2015 وذلك حتى العام 2019 ما لم يتباطأ إنتاج المنافسين بوتيرة أسرع من التوقعات. والتقى مندوبو الدول أعضاء أوبك ال12 في مقر المنظمة في فيينا اليوم الأربعاء للتصديق على المسودة النهائية للتقرير. ويتضمن التقرير الذي يتألف من 44 صفحة ويحمل عبارة «سري للغاية» ملحقًا يضم تعليقات من إيران والجزائر- عضوي المنظمة- تقترح عودة أوبك إلى سياستها القديمة القائمة على العمل على دعم الأسعار عند مستوى مقبول من خلال تعديل الإمدادات. ومن بين الخطوات التي توصي إيران منظمة أوبك باتخاذها «الوصول إلى اتفاق بشأن سعر عادل ومعقول للنفط للشهور الستة إلى ال12 القادمة». ويجتمع وزراء أوبك في الرابع من ديسمبر لتحديد ما إذا كانوا سيمددون العمل باستراتيجية السماح بانخفاض الأسعار بهدف إبطاء الإمدادات المنافسة ذات التكلفة المرتفعة. ويرتفع إنتاج أوبك منذ نوفمبر 2014 عندما تبنت المنظمة تلك السياسة، لكن تراجع الأسعار استمر وهو ما أضر بالإيرادات النفطية. ويتوقع التقرير تعافيًا بسيطًا لأسعار النفط على مدى السنوات القليلة القادمة بعدما هوت بأكثر من النصف إلى 50 دولارًا للبرميل منذ جوان 2014 بسبب تخمة المعروض. توقعات بارتفاع سعر البرميل ويتوقع التقرير أن يبلغ سعر سلة خامات نفط أوبك 55 دولارًا للبرميل في 2015، وارتفاعه خمسة دولارات سنويًا ليصل إلى 80 دولارًا للبرميل بحلول 2020. السعودية قادت التغيير في الاستراتيجية العام الماضي بدعم من أعضاء آخرين أثرياء نسبيًا من منطقة الخليج. ولا تبدي الرياض أي مؤشر على تغيير في المسار حيث تعتبره نهجًا طويل الأجل. وتدعم مسودة التقرير وجهة النظر القائلة بأن حصة أوبك في السوق سترتفع في المدى البعيد مع تراجع إنتاج النفط الصخري وسوائل الغاز الطبيعي. وقال التقرير، بحسب الوكالة: «من المفترض أن إمدادات النفط الصخري وسوائل الغاز الطبيعي غير التقليدية ستصل إلى أقصى حد لها في وقت ما بعد 2020 ثم تبدأ بالانخفاض قليلاً بعد ذلك». وتوقع التقرير نتيجة تطورات إمدادات من خارج أوبك، أن ترتفع إمدادات خامات أوبك في المدى البعيد لتصل إلى 40.7 مليون برميل يوميًا في 2040. علاوة على ذلك فإن حصة خام أوبك في إمدادات السوائل العالمية في 2040 ستكون 37% وهو أعلى من المستويات الحالية البالغة حوالي 33 %. ويفترض التقرير أنه على المدى البعيد ومع تبدد نمو الإمدادات من خارج أوبك سيرتفع سعر النفط بدرجة أكبر وسيصل السعر الاسمي إلى 162 دولارًا أو 95 دولارًا على أساس متوسط سعر العملة الأميركية في العام 2014. لكن رسمًا بيانيًا في التقرير يعرض أيضًا تصورًا تكون فيه الإمدادات من خارج أوبك أكثر صمودًا، فيما يزيد الضغوط النزولية على حصة المنظمة السوقية ويسلط الضوء على حالة عدم اليقين التي تحيط بالطلب المستقبلي على نفط أوبك. وتنشر أوبك تقارير الاستراتيجية كل خمس سنوات. وفي العام 2010 لم تذكر المنظمة النفط الصخري كمنافس قوي فيما يبرز التغير الكبير الذي طرأ على سوق النفط في السنوات القليلة الماضية. ويشير تقرير الأجل البعيد، الذي يعده فريق الأبحاث في أوبك في فيينا، في العادة إلى أنه لا يعبر عن الموقف النهائي لأوبك أو أي بلد عضو بخصوص أي نتائج مقترحة في التقرير.