التفجيران شكلا "خرقا أمنيا" لمعاقل "حزب الله" ارتفع إلى 43 قتيلا و240 جريحا عدد ضحايا التفجيرين الانتحاريين، اللذين استهدفا الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانيةبيروت، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. وقال الجيش اللبناني، في بيان، إنه "حوالي الساعة السادسة مساء بتوقيت بيروت أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة في محلة عين السكّة في برج البراجنة". وأعقب ذلك، حسب بيان الجيش، "إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين". وحسب بيان الجيش؛ فقد عثرت الأجهزة الأمنية "في موقع الانفجار الثاني على جثة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه". وتبنى تنظيم داعش، في بيان نشر على حسابات تابعة له في مواقع التواصل الاجتماعي، الهجومين الانتحاريين في منطقة برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقل حزب الله. وفي تعليقه على التفجيرين، قال المستشار السياسي للأمين العام للحزب، حسين خليل، إن "هذه الجريمة ليست موجهة ضد حزب أو منطقة أو فئة، إنما هي جريمة ضد الإنسانية". وكانت السلطات الحكومية قد أعلنت الحداد العام غداة التفجير المزدوج، حيث أقفلت الدوائر والمؤسسات الرسمية والمدارس والجامعات، وسط دعوات "لمزيد من التضامن والوحدة في وجه الإرهاب". وأثار الهجومان ردود فعل داخلية مستنكرة، إذ دان رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، "العمل الإجرامي الجبان"، كما شجبه رؤساء الحكومة السابقين، سعد الحريري وميشال عون وفؤاد السنيورة. وفي الأثناء، كشف مصدر أمني رفيع المستوى أن التحقيقات الأولية توصلت إلى معطيات كشفت المكان الذي قدم منه المهاجمون الثلاثة الذين نفذوا التفجيرات في منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، وأماكن إقامتهم قبل تنفيذ التفجيرات. وأوضحت تقارير أن التفجيرات كشفت عن عملية منظمة تمت بطريقة احترافية، وشارك في تنفيذها شبكة منظمة من العناصر التي نفذت وساعدت على توصيل المنفذين إلى قلب الضاحية الجنوبية، مشيرا إلى تحذيرات من أن تكون التفجيرات فاتحة لسلسلة جديدة من الهجمات في لبنان. وأضافت أن وصول المنفذين إلى تلك المنطقة وشن هجوم في معقل حزب الله وإيقاع العدد الكبير من القتلى، يثير تساؤلات عن الخرق الأمني وقدرة القوى الأمنية على منع حدوث مثل تلك الهجمات. وتطرح هذه العملية تطرح تساؤلات عن جدوى مشاركة حزب الله في المعارك إلى جانب النظام السوري ضد معارضيه في المدن السورية، خصوصا أن الحزب يعلن أن سبب مشاركته هو منع وصول نيران الحرب هناك إلى الداخل اللبناني. من ناحية أخرى، دانت دول عربية وغربية التفجيرين، وأكدت مصر وقوفها مع لبنان في "هذا الظرف الدقيق الذي تسعى فيه قوى التطرف والإرهاب وأعداء السلام إلى زعزعة أمن واستقرار لبنان". كما دانت الكويت "حادث التفجيرين الإرهابيين"، في حين شددت الولاياتالمتحدة على أنها "ستقف مع حكومة لبنان في سعيها لتقديم المسؤولين عن الهجمات للعدالة". ووصف الرئيس الفرنسي "الهجوم الإرهابي بأنه عمل دنيء"، بينما دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجوم المزدوج، ودعا اللبنانيين إلى "مواصلة العمل للحفاظ على أمن واستقرار" البلاد.