دعا أمير ما يسمى تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، عبد الملك درودكال، الدول الغربية إلى الانسحاب من أفغانستان ''إن هي أرادت أن تنعم شعوبها بالأمن''، مؤكدا في الوقت نفسه أن التفاوض من أجل الإفراج عن الرهائن الفرنسيين المحتجزين لدى عناصر التنظيم في مالي يجب أن يجري مستقبلا مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال درودكال في رسالة صوتية بثتها مساء الخميس قناة الجزيرة القطرية ''لن تنعموا بالأمن في أرض الله حتى ننعم به واقعا معاشا في فلسطينوأفغانستان والعراق والصومال والمغرب الإسلامي وما لم توقفوا تدخلاتكم في شؤوننا''. وأضاف ''إن أردتم السلامة لرعاياكم المختطفين المأسورين لدينا فيتوجب عليكم الإسراع بإخراج جنودكم من أفغانستان وفق جدول زمني محدد تعلنون عنه بشكل رسمي''. وأكد دروكدال أن ''أي شكل من أشكال التفاوض مستقبلا'' حول الرهائن الفرنسيين ''لن يتم إلا مع شيخنا أسامة بن لادن ووفق شروطه''، الذي وصفه ب''القائد المبجل أسد الله ورسوله''، وتعكس عبارات تودد درودكال إلى الرجل الأول في تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مؤشرات عدة في نظر المتابعين للشأن الأمني، وهي أن دروكدال يحاول الاحتماء تحت مظلة تنظيم القاعدة العلمي بقيادة بن لادن بعدما لمس هذا الأخير تراجع دور ونشاط فرعه المغاربي مقارنة بفرع الجزيرة العربية المتمركز بشكل أساسي في اليمن، و هذا الأمر أضعف ''مقام'' دروكدال عند قيادة التنظيم الذين تصوروا فيه عن إعلان انضمام الجماعة السلفية لتنظيم القاعدة قائدا ميدانيا فذا لكن الواقع أثبت تقهقر واضمحلال نشاط الفرع المغاربي نتيجة لضربات مصالح الأمن في الجزائر، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتسجل نتائج إيجابية على صعيد مكافحة الإرهاب والقضاء على عناصر القاعدة، وصار التجنيد في صفوف دروكدال أمرا صعبا للغاية بعدما انكشفت حقيقة التنظيم، الذي صار ينشط بشكل أساسي في منطقة محصورة بولايات بومرداس البويرة وتيزي وزو، وفي جبال بوكحيل بين المسيلة والجلفة. كما قرأ متابعون تصريحات دروكدال على أنها بمثابة احتماء له ضد بعض أمراء التنظيم في الصحراء، خصوصا أن جهات استخباراتية عدة تحدثت عن فتور في العلاقة بين دروكدال الناشط في مناطق الشمال وأمراء التنظيم المتمركزين بقلب الصحراء الإفريقية الكبرى، وما يعزز هذا الطرح هو أن كل المفاوضات التي جرت سابقا لتحرير الرهائن المختطفين سابقا سواء الفرنسي بيار كامات أو حتى الرعايا الإسبان، كانت تتم مع القيادة الميدانية في الصحراء التي يمثلها الأمير أبو زيد، بعيدا عن أي دور أو رأي للإرهابي دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الودود، وهو الأمر الذي يفسر خشية دروكدال من استقلال جماعة الصحراء عن تنظيمه، فحاول قطع الطريق هذه المرة أمام أمراء الصحراء في مفاوضاتهم مع فرنسا، بتحويل قناة الحوار والاتصال مباشرة إلى أسامة بن لادن، وأن أية عملية تفاوض خارجها تعتبر تمردا عن القيادة. في سياق ذي صلة، علقت الخارجية الفرنسية على تسجيل دروكدال أنه ''يجري حاليا التحقق'' من تلك الرسالة، وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في اتصال مع وكالة ''فرانس برس'' أنه لا يوجد تعليق لديه حول هذا الموضوع، مؤكدا أن فرنسا ''مستنفرة بالكامل'' من أجل الإفراج عن الرهائن.