انتقد سفير الجزائر ببروكسل عمار بلاني، المعالجة الأمنية لظاهرة الهجرة من طرف الاتحاد الأوروبي وأكد أن الجزائر ترفض أن تلعب دور "الدركي" في حوض المتوسط؛ بشأن تدفق المهاجرين و«الحراڤة"، ملمحا لطلب أوروبي أن تؤدي دول المغرب العربي دورا في وقف زحف المهاجرين الأفارقة نحو الضفة الجنوبية من المتوسط، انطلاقا من شمال إفريقيا. وأشاد سفير الجزائر ببروكسل عمار بلاني بالطابع "الشامل" لمسار المشاورات التي تشرف عليها اللجنة الأوربية في إطار إعادة مراجعة سياسة الجوار الأوربية، معتبرا أن هذا التصور "سيشجع على إدراك أفضل لأهداف" هذه الاداة من قبل جميع الأطراف. وبمناسبة لقاء نظمه مؤخرا النواب الأوربيون لمجموعة الاشراكيين والديمقراطيين للبرلمان الأوروبي مع سفراء المغرب العربي ومصر، قال السفير الجزائري "أشيد بالطابع الشامل لمسار المشاورات التي تشرف عليها اللجنة الأوربية منذ مارس 2015 في إطار إعادة مراجعة سياسة الجوار الأوربية مما سيشجع على إدراك أفضل لأهدافها من قبل جميع الأطراف". من جهة أخرى، أوضح السفير أنه "بخصوص الجزائر فإن بلدنا يساهم بصفة جوهرية وناجعة في توفير التأمين الطاقوي لأوروبا. كما أنه يلعب دورا رياديا في مجال أمن واستقرار محيطنا الاقليمي من خلال مختلف الوساطات والمكافحة الصارمة ضد الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان". وأردف يقول "في إطار تصاعد الأعمال الإرهابية بأوربا وبغيرها تم إعطاء الأولوية لاستقرار الجوار على مستوى الاتحاد الأوروبي ضمن سياسة الجوار الأوربية المراجعة"، مشيرا إلى أن الهدف الاستراتيجي يتمثل في "التوصل إلى إنشاء فضاء أورو- متوسطي مشترك حول الأمن والرفاهية المشتركة". وفي تطرقه إلى مسألة الهجرة، أكد سفير الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي أن المعالجة الأمنية لهذه الإشكالية "ليس الخيار الأمثل"، معتبرا أنه "ينبغي معالجة الأسباب العميقة المتمثلة في غياب الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة والإرهاب والفقر". وأشار في هذا الصدد إلى أن العلاقة بين الهجرة والتنمية "أساسية" قصد إيجاد حلول دائمة لأزمة الهجرة. وبغض النظر عن الإجماع حول ضعف المبادلات بين البلدان المغاربية، قال بلاني إن التنمية في الجزائر وإنجاز العديد من المنشآت مثل أنبوب نقل الغاز والطريق السيار شرق- غرب وربط الشبكات الكهربائية كلها تمت في إطار مسعى الاندماج الإقليمي. واعتبر في هذا السياق أن النظر إلى الاندماج المغاربي من منظور الانفتاح التجاري فقط من خلال إنشاء منطقة للتبادل الحر أمر "منقص" ولهذا السبب تدعو الجزائر إلى انشاء مجموعة اقتصادية مغاربية تقوم على الاستثمار الداخلي والتكامل والقدرات المنهجية والانتاجية لكل بلد بالمنطقة.