مؤتمر دولي في مارس لتوفير أماكن لجوء للسوريين كشف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن الأيام المقبلة ستشهد إدخال المساعدات الإنسانية إلى ثلاث بلدات سورية بينها مضايا التي يحتضر فيها عشرات الآلاف من الجوع بسبب حصار قوات النظام، في حين دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى إقرار تدخل دولي إنساني عاجل وتقديم المساعدات عبر الجو. وقالت الأممالمتحدة إن الحكومة السورية وافقت على السماح بوصول المساعدات إلى مضايا في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب المواليتين للنظام. وقالت المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي عبير عطيفة إن توزيع هذه المساعدات سيتم لمرة واحدة وبشكل متزامن في البلدات الثلاث ومن خلال التنسيق مع منظمات إغاثية محلية، في وقت أكد بيان لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية أن الاستعدادات جارية لتحضير القوافل اللازمة لإيصال هذه المساعدات. وفي الأثناء، نقلت تقارير عن مصدر في الأممالمتحدة قوله إن المنظمة الدولية جاهزة لإدخال كل المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مضايا. ولفت المصدر إلى أن النظام السوري يربط تطبيق باقي بنود اتفاقية الهدنة في الزبداني -والتي تنص على إدخال المساعدات إلى مضايا والزبداني- بإدخال الوقود إلى كفريا والفوعة في ريف إدلب. وبالمقابل، استبعد مصدر مطلع في الشؤون الإنسانية في سوريا إيصال المساعدات خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب الأعمال الإدارية التي يجب إتمامها قبل ذلك، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت الأممالمتحدة عن "تقارير موثوقة" أن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو أربعين ألف شخص. وتستمر معاناة الأهالي في بلدات مضايا والزبداني ومعضمية الشام بسبب الجوع الناجم عن الحصار الذي تفرضه قوات النظام وحزب الله اللبناني. وفي الأثناء، دعت رابطة علماء المسلمين الدول الإسلامية حكومات وشعوبا إلى الإسراع بنصرة وإغاثة أهالي مضايا، وهي ذات الدعوة التي توجهت بها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية، في وقت طالبت ألمانيا من مجلس الأمن الضغط على النظام السوري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدة المنكوبة. ويتهدد الموت جوعا عشرات الآلاف من المدنيين في مضايا بفعل الحصار الذي تفرضه عليها قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني منذ نحو سبعة أشهر. وقالت الرابطة في بيان "إن ما يتعرض له أهلنا في سوريا عامة، وبلدة مضايا خاصة جريمة عظمى ونازلة كبرى توجب على عموم المسلمين حكومات وشعوباً، مؤسسات وأفرادا، المبادرة لنصرتهم وكشف ما نزل بهم من ضر". وناشدت الرابطة المنظمات الإغاثية وعموم تجار المسلمين إلى المبادرة لإغاثة أهالي مضايا بشكل خاص، مطالبة المؤسسات والروابط الدعوية وكافة العلماء والدعاة بالقيام بالواجب في حث عامة المسلمين على التبرع لسكان البلدة وبيان جواز تعجيل دفع الزكاة لهم نظراً لما حل بهم من بلاء شديد وضر كبير. ومن جهتها، دعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المسلمين في السعودية إلى التسريع بإغاثة أهالي بلدة مضايا، معتبرة في بيان لها أن الصمت العالمي على تلك الجريمة عار يلطخ جبين المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الحقوقية والإنسانية. وفي تطور آخر، أعلن مفوض الأممالمتحدة الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن مؤتمرا دوليا برعاية الأممالمتحدة سيعقد في جنيف أواخر مارس المقبل لإيجاد أماكن استقبال للاجئين السوريين. وأكد الدبلوماسي الإيطالي -الذي يخلف منذ بداية العام البرتغالي أنطونيو غوتيريس- أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه للأمم المتحدة وسيقتصر على اللاجئين السوريين كونهم المشكلة الأكثر إلحاحا، على حد تعبيره.