توقف متابعون عند الموقف الجزائري الأخير في جامعة الدول العربية والذي لم تعترض فيه على بيان الجامعة الذي أدان بلهجة قوية الاعتداء على المقرات الدبلوماسية السعودية في ايران . كان لبنان البلد الوحيد الذي سجل اعتراضه على البيان ، وهو بلد محكوم كما يعرف الجميع بنفوذ حزب الله الموالي لإيران . الموقف الجزائري أرجعه مراقبون الى المبادئ التي تحكم الدبلوماسية الجزائرية في رفضها للاعتداء على الاتفاقيات الدولية التي تنظم عمل البعثات الدبلوماسية وإيران اخترقت هذه الاتفاقية بشكل واضح في السماح بالهجوم على المقرات الدبلوماسية السعودية عندها ، كما أن الجزائر بدل ينتسب لجامعة الدول العربية التي تفرض على الدول الاعضاء التضامن مع أي بلد عربي يقع عليه اعتداء وهو ما حدث مع السعودية ، كما أن الجزائر تصر على ما يبدوا على موازنة علاقتها بطهران التي تتقاطع معها خصوصا في الموقف داخل منظمة أوبك للنفط والداعي لخفض الانتاج بغية اعادة التوازن للسوق ، وبين علاقتها التاريخية مع المملكة العربية السعودية كدولة عربية رئيسية وكأرض للحرمين الشريفين لنا معها علاقات روحية بالدرجة الاولى لتكون الحسابات السياسية والاقتصادية معها دائما مضبوطة بحد أدنى من التضامن والإخوة . كما أن الجزائر في النهاية دولة سنية خالصة ولن تكون أبدا مطية في يد المشروع المذهبي الإيراني الذي يريد نشر الثورة الاسلامية الشيعية في كل المنطقة ومنها الجزائر، وكانت رسالة الرئيس بوتفليقة الاخيرة الذي تحدث فيها عن احباط مخططات نشر الطائفية في الجزائر أقوى رد على سياسة طهران وأن هذه القضية خط أحمر بالنسبة للجزائر.