قالت المفوضية الإفريقية للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، إن رغبة ليبيا في احتضان مقر المعهد الإفريقي لعلوم المياه والطاقة بدل الجزائر يهدد المشروع برمته. وأوردت صحف إفريقية عن جون بيار إيزين، مسؤول مشروع الجامعة الإفريقية التي تضم إنشاء عدة معاهد في زوايا القارة السمراء، أن دخول طرابلس على خط احتضان مقر المعهد يهدد المشروع. وقال في تصريح صحفي، كنا نأمل في انطلاق المعهد بالجزائر هذا العام، لكن ليبيا دخلت على الخط والأمور لا تسير بشكل جيد. وأضاف لقد استشرنا خبراء في التعليم العالي عن البلد المناسب لاحتضان مقر معهد شمال إفريقيا للمياه والطاقة، حيث يملك أفضل الفرص للنجاح، وتم اقتراح اسم الجزائر. وقال جون بيار إيزين، وهو عالم رياضيات بارز، ''حسب علمنا وبناء على آراء مستشارينا، فإن ليبيا لا تتوفر على تكوين ما بعد التدرج في مجال المياه وتغير المناخ''. وأضاف المتحدث ''سنواصل المباحثات على المستوى السياسي لحل المشكل''. وتعد الجزائر وليبيا من أهم وأكبر ممولي هيئات الاتحاد الإفريقي، ومن الفاعلين الرئيسيين فيه، لكن نفوذ القائد الليبي القذافي في القارة السوداء أكبر، حيث يتوفر على شبكات عميقة من خلال سياسة إفريقية راسخة تضم منح عطاءات للقيادات التقليدية والقبلية والدينية المؤثرة في القارة، وهو وضع يعترف له به الأوروبيون والأمريكيون. ووفق تصريحات المفوض الإفريقي، فإن الخلافات حول احتضان مقرات فروع الجامعة الإفريقية لا تعني دول شمال إفريقيا فقط، فدول جنوب القارة على خلاف شديد بشأن الدولة التي تحتضن مقر المعهد الإفريقي لأبحاث الفضاء، لكنّ هناك توجها بين دول المنطقة لحل الإشكال. ووفق المفوض الإفريقي للمواد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، فإن ملف الجامعة الإفريقية سيطرح على اجتماع القادة الأفارقة في جانفي المقبل بأديس أبابا. وإلى جانب الخلافات بين دول الاتحاد الإفريقي على احتضان مقر معاهد الجامعة الإفريقية، يطرح مشكل التمويل، أي من تتولى تمويل هذه المؤسسات البحثية، الدول المستضيفة أو دول الاتحاد الإفريقي ال,51 أم طرف ثالث؟ ويقترح وفق الصيغة الثالثة قيام اليابان بتمويل المعهد المقرر أن تحتضنه كينيا. فيما يمول معهد المياه من قبل ألمانيا وتمول السويد والهند المعاهد الأخرى التابعة للجامعة الإفريقية. ووفق المفوض الإفريقي، فإن معهد الفضاء هو الأقرب للحصول على تمويل خارجي من الاتحاد الأوروبي.