نازحو سرت: المدينة باتت سجنا كبيرا مرعبا قالت صحف أمريكية إن وزارة الدفاع الأمريكية تسعى للحصول على تمويل قدره 200 مليون دولار في موازنتها للعام القادم لدعم حربها على الإرهاب في ليبيا وأجزاء من شمال إفريقيا وغربها التي يسعى تنظيم داعش للتمدد فيها. وتأتي تسريبات الصحف الأمريكية في وقت تتباحث فيه أميركا مع حلفائها حول إمكانية توجيه عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في شمال إفريقيا، ومن بينها ليبيا، استمرارا لعملياتها في سوريا والعراق. وكانت وسائل إعلام غربية تحدثت قبل أيام عن قيام فرق استطلاع أميركية بالنزول في قواعد جوية ليبية بشكل يومي لجمع معلومات عن خلايا التنظيم وإمكان تواجدها. وكانت تصريحات مسؤولين غربيين من أميركا وإيطاليا وفرنسا عكست نوايا المجتمع الدولي إزاء توسيع عملياتها لمواجهة الإرهاب، خصوصا تنظيم داعش الذي بدا جليا أنه نقل إدارته ومقاتليه من سوريا إلى ليبيا القريبة من الشواطئ الجنوبية لأوروبا. ولم ترشح حتى الآن تفاصيل العملية العسكرية التي من المحتمل أن تكون بمشاركة قوات برية ليبية، فيما يكتفي المجتمع الدولي بتوجيه ضربات جوية. وفي الأثناء، فشل المجلس الرئاسي الليبي في اختيار وزير للدفاع، واتفق مبدئياً على حذف الوزارة من تركيبة الحكومة، وتقرر أن يتولى المجلس كاملاً صلاحيات الدفاع. واقترح هذا الحل الوسط الدكتور عمر الأسود، ممثل مدينة الزنتان في المجلس، والذي لعب دور الوسيط بين ممثلي الجماعات المتصارعة على المنصب، ومن بينها الجماعة الليبية المقاتلة وإخوان ليبيا. وترفض كتلة نيابية، معظمها من نواب برقة، منح الثقة للحكومة إذا لم يكن وزير الدفاع الفريق خليفة حفتر قائد عملية الكرامة في بنغازي والضابط المخضرم المثير للجدل، والذي عينته الحكومة المعترف بها دولياً في البيضاء قائداً عاماً للجيش، مكافأةً له على دوره في محاربة المتطرفين الذين سيطروا على بنغازي، ثاني أكبر مدينة في البلاد. وأدت ملاسنة حادة وعراك بالأيدي بين علي القطراني، المحسوب على خليفة حفتر، وأحمد معيتيق، ممثل مصراتة في المجلس الرئاسي، لوقف اجتماع كان يفترض أن يستمر حتى الانتهاء من اختيار وزراء الحقائب السيادية. ورأت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية في منتجع الصخيرات قرب العاصمة المغربية الرباط أن التشنج والنفور الشخصي، إضافةً للعداوة السياسية والمناطقية تؤثر سلباً على سير المشاورات وقد يجعلها تستمر لوقت طويل. ورغم ضغط لجان الحوار السياسي التي وقعت اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر الماضي، استبعد مفاوضون ليبيون التوصل لاتفاق بشأن الحكومة بين أعضاء المجلس الرئاسي وتسمية الوزراء والإعلان عن التشكيلة النهائية، خاصة مع موافقة البرلمان على تمديد المهلة حتى الأحد المقبل. من ناحية أخرى، وصلت خلال اليومين الماضيين عشرات الأسر النازحة من مدينة سرت إلى مدن زليتن والخمس وترهونة "غرب ليبيا" بالإضافة للعاصمة طرابلس، بعد تزايد الأنباء عن قرب توجيه الغرب عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" في ليبيا. واستطاعت عشرات الأسر الوصول إلى مناطق غرب ليبيا بعد عدة أيام من بقائها في العراء قبل أن توافق ميليشيات مصراتة على فتح مؤقت لبواباتها التي أقفلها منذ أيام في مناطق السدادة وغرب المدينة، في إطار إعلانها للمنطقة الواقعة بينها وبين سرت منطقة حرب إثر سيطرة تنظيم "داعش" على بلدة بوقرين القريبة من مصراتة. وتحدث بعض النازحين من سرت عن حالة مأساوية يعيشها السكان بالمدينة نتيجة تردي الأوضاع المعيشية، حيث تعاني المدينة نقصا حادا في الدواء والخبز والمواد الأساسية، إضافةً للوقود وغاز الطهي.