نشر موقع ''العربي الجديد" نقلا عن موقع بريطاني تقريرا مطولا أبرز فيه 11 سبباً تُجبرك على احترام النجم الجزائري رياض محرز. وجاء التقرير كالتالي: يعيش صانع ألعاب فريق ليستر سيتي الإنجليزي، الدولي الجزائري رياض محرز، أزهى فتراته الكروية على الإطلاق، حيث فرض نجم كرة القدم الجزائرية خلال الوقت الحالي نفسه بقوة كواحدٍ من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، بعدما نجح في قيادة فريقه الطموح للتربّع على عرش سُلم ترتيب بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بعد مُرور 26 جولة على بداية البطولة. وبات اللاعب الجزائري البالغ من العمر 25 عاماً حديث مختلف وسائل الإعلام الرياضية العالمية ليس في إنجلترا فحسب، وإنما في كافة الصحف الرياضية العالمية، التي أشادت به كثيراً عقب تألقه اللافت للنظر رفقة فريقه ليستر سيتي، وذلك لدرجة أجبرت موقع "دريم تيم" الرياضي البريطاني على ترشيحه لحصد جائزة أفضل لاعب في بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم، قبل انتهاء البطولة ب 12 جولة. ونشر الموقع الرياضي البريطاني تقريراً أرجع فيه سبب ترشيحه لصانع ألعاب فريق ليستر سيتي الإنجليزي للفوز بجائزة أفضل لاعب في بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم إلى عدة أسباب ميّزت اللاعب الجزائري عن غيره من بقية اللاعبين في بطولة البريميرليغ، فبالإضافة إلى الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها محرز فإن نجم فريق ليستر سيتي قد نجح في التغلب على أقسى الظروف، وخرج من رحم معاناة أحياء فرنسا الفقيرة ليفرض نفسه نجماً في سماء بطولة الدوري الإنجليزي. نشأ في بيئة صعبة ووُلد محرز في الحادي والعشرين من شهر فبراير/شباط من عام 1991 في حي سارسيل أحد ضواحي العاصمة الفرنسية "باريس" لأسرة فقيرة، تنحدر من شمال أفريقيا، فوالده جزائري من منطقة "بني سنوسي" بولاية تلمسان، وأمه مغربية، وأمام ضنك المعيشة ومتاعب الحياة؛ وجد الطفل الصغير متعته في لعب كرة القدم في شوارع الحي، الذي يُشتهر بأنه من أخطر الأحياء وأكثرها جرائم في فرنسا. وفاة والده ولم يُؤثر الحي الفقير الذي ترتبط به الجرائم والأحداث الكارثية كثيراً على موهبة اللاعب الجزائري، حيث كان يقضي جُل أوقات طفولته في الشارع مُداعباً الكرة رفقة أصدقائه أو حتى بعد انضمامه إلى صفوف فريق الفئات العمرية بنادي سارسيل الفرنسي، لكن الشيء الكبير الذي أثر به بكل تأكيد هو معاناته عند وفاة والده حينما كان يبلغ من العمر 15 عاماً. بداية رحلة تحقيق حلم والده عانى نجم كرة القدم الجزائرية الحالي كثيراً بعد وفاة والده "أحمد محرز" إثر أزمة قلبية حدثت بعد عملية جراحية في القلب، فقد شعر رياض منذ ذلك الوقت بأن كل شيء يتغير، فوالده الذي كان يحرص دوماً على تشجيعه ويُرافقه دوماً في الملاعب قد رحل، وهو الأمر الذي جعله يقطع عهداً على نفسه بضرورة تحمل المسؤولية من أجل تحقيق حُلم والده، الذي لطالما عبّر عن أمله في قدرة نجله على احتراف كرة القدم، واعتبر وفاة والده بمثابة نقطة انطلاق حقيقية في مسيرته الكروية حيث حول مشاعر الألم والحزن إلى طاقة جعلته ينضج ويصبح أكثر قوة. جسد نحيل لجأ بعض المدربين إلى إحباط اللاعب الجزائري في بداية مسيرته الكرويّة وذلك من خلال قولهم له بأن جسده نحيل للغاية وهو ما سيمنعه من احتراف رياضة كرة القدم في المستقبل، لكنه لم يكترث كثيراً لهم، وظلّ يُمارس تدريباته بجدية، إلى أن نجح في إقناع مسؤولي نادي كيمبيه الناشط ضمن أندية الهواة في فرنسا. المستحيل ليس جزائرياً لم يدر في خلد أشد المتفائلين أن اللاعب الجزائري الذي يلعب في صفوف نادي كيمبيه الناشط ضمن أندية الهواة في فرنسا سيُصبح نجماً في يوم من الأيام، لكن ذلك قد حدث، فمنذ أن لعب محرز في صفوف كيمبيه، نجح في إبهار المسؤولين واحدا تلو الآخر من خلال امتلاكه لشخصية مميزة في أرض الملعب، جمعت بين المهارة والشجاعة وقوة الشخصية. قال: "لا للأموال" في الأشهر الأولى ل"محرز" رفقة كيمبيه، حاول مسؤولو فريق باريس سان جيرمان الفرنسي التعاقد معه، لكن اللاعب الشاب رفض آنذاك الانتقال إليهما، مُفضلاً الانتقال إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي لكرة القدم وبالتحديد إلى نادي لوهافر، وذلك حتى يتسنى له تطوير مستواه، كذلك بعد انتقاله إلى صفوف فريق ليستر سيتي الإنجليزي، فقد رفض محرز كل العروض التي تلقاها خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، مُفضلا البقاء رفقة فريق الثعالب. يستمتع بلعب كرة القدم لطالما عبّر صانع ألعاب فريق ليستر سيتي الإنجليزي عن استمتاعه بلعب كرة القدم، حيث سبق له أن أطلق تصريحاً شهيراً اعترف فيه باستمتاعه في ممارسة رياضة كرة القدم، بالقول: "عندما أكون في الملعب أشعر فجأة بأنني عدت لطفولتي حين كنت ألعب في الشارع". علاقته طيبة بجميع المدربين المتتبع لمسيرة اللاعب الجزائري يجد أنه يحظى بعلاقة طيبة مع جميع من تعامل معه في مسيرته، فعلى الرغم من أن نجمه قد بزغ تحت قيادة المدرب الحالي لفريق الثعالب، الإيطالي كلاوديو رانييري، إلا أنه قد اعترف في أكثر من مناسبة بأنه يدين بالفضل بشكل كبير لنايجل بيرسون مدربه الأول في ليستر، والذي يعتبره محرز كوالد له داخل وخارج الملعب. أول هاتريك في البريميرليغ دخل محرز تاريخ كرة القدم الإنجليزية في شهر ديسمبر الماضي، وذلك بعدما أصبح أول لاعب جزائري في تاريخ بطولة البريميرليغ يتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف "هاتريك" في مباراة واحدة، وحدث ذلك خلال المباراة التي جمعت فريقه أمام نظيره سوانزي سيتي في الجولة الخامسة عشرة من بطولة البريميرليغ. الجزائري يتفوق على ميسي يتربع اللاعب الجزائري على عرش قائمة أفضل اللاعبين في بطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم، وذلك من حيث عدد الإسهامات المباشرة بالأهداف، إذ ساهم محرز هذا الموسم في تسجيل 24 هدفاً بواقع 10 تمريرات حاسمة، مع حصيلة تهديفية وصلت إلى 14 هدفاً، وهو الرقم الذي جعله يتفوق على نخبة من أبرز نجوم كرة القدم ليس في الملاعب الإنجليزية فحسب، وإنما في مختلف الملاعب الأوروبية، حيث يتفوق اللاعب الجزائري على اللاعب الأفضل في العالم ونجم فريق برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي ساهم هذا الموسم في تسجيل 22 هدفاً لفريقه بواقع 7 تمريرات حاسمة، مع حصيلة تهديفية وصلت إلى 15 هدفاً. رجل المواعيد الكبرى أثبت اللاعب الجزائري البالغ من العمر 25 عاماً بما لا يدع مجالاً للشك، أنه رجل المواعيد الكبرى، فبالإضافة إلى كونه قد تمكن من دك شباك كبرى الفرق الإنجليزية على غرار مانشستر سيتي وتشلسي، فإنه أيضاً كان مصدر إزعاج كبير في المباريات التي لعبها فريقه هذا الموسم ضد أندية الدوري الإنجليزي الكبرى، وشكّل خطورة كبيرة على مرماها، ليُبرهن للجميع أنه لا يتأثر أبداً بالضغوطات التي يتعرّض لها. -