وصل إيطاليان خطفا شهر يوليو الماضي في ليبيا وأفرج عنهما الجمعة، إلى روما الأحد، وقد أحيطت عودتهما بالتكتم، فيما لا تزال أسئلة مطروحة حول مقتل رهينتين آخرين خطفا معهما. ورحب ذوو جينو بوليكاردو (55 عاما) وفيليبو كالكانيو (56 عاما) بهما في الصباح الباكر في مطار روما، ثم نقلا لعقد لقاء مع وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات. وقد خطفا مع موظفين آخرين في شركة بوناتي للبناء قرب مجمع لشركة إيني النفطية الإيطالية في منطقة مليتة غرب طرابلس، في مكان كان مسرحا لعمليات خطف رهائن. وكانت وسائل الإعلام الإيطالية تحدثت عن احتمال الإفراج عن أربعة رجال قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب. وكانت إيطاليا قد أعلنت الخميس عشية الإفراج عن بوليكاردو وكالكانيو، أن الرهينتين الآخريين سالفاتوري فايا (47 عاما) وفاوستو بيانو (60 عاما) قد قتلا على الأرجح خلال مواجهات بين جهاديين وعناصر ميليشيات محلية. وقالت روسالبا فايا السبت إن "الدولة الإيطالية قد أخفقت. وإن دماء زوجي كانت ثمنا للإفراج عن الرهينتين". وطالبت بإعادة جثة زوجها في أسرع وقت ممكن. وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن سالفاتوري فايا وفاوستو بيانو، اللذين كانا انفصلا عن مواطنيهما منذ بعض الوقت، كانا موجودين في قافلة لتنظيم داعش تعرضت لهجوم شنته ميليشيات موالية لتحالف فجر ليبيا الذي يعتبر الذراع المسلح لحكومة طرابلس غير المعترف بها. وفيما أدى مقتل الرهينتين إلى زيادة الضغوط لحمل إيطاليا على إرسال قوات خاصة إلى ليبيا، نبه رئيس الوزراء ماتيو رينزي إلى ضرورة موافقة البرلمان على أي تدخل، وإلى أن روما لن تقوم بأي خطوة متسرعة، وقد أيد هذا الرأي وزير الخارجية باولو جنتيوني. وقال جنتيوني في مقابلة صحافية "يجب أن نحرص على ألا تغرق ليبيا في الفوضى حيث يمكن أن تزداد فصول مأساوية كتلك التي استهدفت رعايانا". لكنه أضاف "من الواضع أن لا حل سهلا، ولا يكفي التباهي بالقوة. صحيح أن الوقت يضيق، لكن ليس هناك خيار عسكري سريع". وخلص وزير الخارجية إلى القول أن "الحكومة تعرف الأخطاء التي وقعت في السابق وتعمل لتهيئة ظروف الاستقرار في ليبيا". من ناحية أخرى، ذكرت مصادر ليبية أن طائرات مجهولة شنت صباح الأحد غارات مكثفة على مواقع داعش في مدينة سرت. وفي بنغازي، قصف طيران الجيش الليبي جرافات وآليات عسكرية قادمة من مصراتة لدعم المتطرفين في مناطق ببنغازي، قرب منطقة قنفودة الساحلية. وكان 14 جنديا لقوا حتفهم وعشرات المتطرفين في معارك سيطر عقبها الجيش الوطني على منطقة مصنع الإسمنت وكامل المناطق المحيط بها في بنغازي. وفي زيارته لغرفة العمليات الخاصة في بنغازي، أكد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر أن إعادة السيطرة على بنغازي مفتاح رئيسي لمواصلة العمليات ضد داعش والمتطرفين في أنحاء عدة من البلاد. وكانت قوات الجيش سيطرت على معسكر السابع عشر من فبراير والحي الجامعي بالكامل أول أمس بعد انهيار مسلحي الجماعات المتطرفة.