عارضت حكومتا ليبيا في كل من طرابلس وطبرق أي تدخل عسكري غربي بقيادة إيطالية في ليبيا، خاصة بعد حديث السفير الأمريكي بروما عن استعداد إيطاليا لإرسال خمسة آلاف جندي لتأمين العاصمة طرابلس، وهو ما اعتبره مسؤولون ليبيون في الحكومتين المتنازعتين أنه محاولة لاحتلال ليبيا، وذهب مسؤول حكومي في طرابلس للتهديد بمقاومة أي قوة إيطالية تنزل إلى العاصمة الليبية، وهو الأمر الذي دفع الحكومة الإيطالية إلى نفي أي تدخل عسكري في مستعمرتها السابقة. وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماثيو رينزي، في تصريحات صحفية، إن “وسائل الإعلام سارعت بالتكهن بسيناريوهات حرب إيطالية في ليبيا، وهو ما تم نفيه بشكل قاطع”، وأضاف “إن الوضع في ليبيا يتسم دائما بالتعقيد”. وأوضح رينزي أن “الليبيين يحتاجون إلى حكومة وفاق وطني بوساطة أممية والتي بدورها ستقدم طلب مساعدة دولية لمحاربة داعش، عندها سيتم إجراء تصويت برلماني على تدخل روما في محاربة داعش على الأراضي الليبية”. وانضم الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، رومانو برودي، إلى رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني الذي وجه بدوره تحذيرًا مباشرًا من مغبة تولي إيطاليا قيادة أي تدخل عسكري في ليبيا. وقال برودي، الذي كان وراء توجيه أول دعوة يتلقاها معمر القذافي لزيارة مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل العام 2002، إن أي تدخل عسكري في ليبيا سيزيد الأوضاع تعقيدًا ولن يسهم في بلورة مخرج فعلي للأزمة. وكان وزير الداخلية الليبي في حكومة الثني، محمد المدني الفاخري، اتهم ضمنيا إيطاليا بمحاولة احتلال ليبيا، وقال في تصريح تلفزيوني أول أمس “إن دولاً غربية تدعم داعش في ليبيا، ومن يريد احتلال ليبيا فليعلن رسميًا”. بينما قال وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ بطرابلس، علي أبوزعكوك: “إن حكومة الإنقاذ لا تقبل مطلقا أي تدخل عسكري في ليبيا وتحت أي حجة أو ذريعة”. أما رئيس مجلس الإعلام الخارجي بحكومة الإنقاذ في طرابلس، جمال زوبية، فقال في تصريح ل«الخبر”: “هذه أرضنا وسيادتنا وكرامتنا، من دخلها عنوة سيقاوم”، مضيفا أن العاصمة طرابلس “فيها حكومة وجهاز أمني وجهاز عسكري ومن أراد أن يحارب الإرهاب فعليه أن ينسق مع هذه الحكومة”، معتبرا إرسال خمسة آلاف جندي إيطالي إلى العاصمة طرابلس لتأمينها من هجوم لداعش “كلام لا معنى له”، وتابع “هذا الكلام يقال في لعبة بلاي ستايشن”، مشيرا إلى أن “الإيطاليين نسبوا إلى أنفسهم تحرير الرهينتين الإيطاليتين المختطفتين في صبراته”، وأضاف “لو كان هذا الأمر صحيحا فلماذا توجد الرهينتان لدى الليبيين”. ميدانيا، تدور معارك طاحنة في مدينة بنغازي بعد تمكن جيش حفتر من تحقيق انتصارات كبيرة خلال الأيام الأخيرة على مقاتلي تحالف “مجلس شورى ثوار بنغازي” المدعوم من حكومة الإنقاذ في طرابلس، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة تابعة لأنصار الشريعة داعش. حيث جيش حفتر من السيطرة على حيي الليثي وبوعطني وتقدم بالحي الجامعي، وخاض، أمس، معارك ضارية بمصنع الإسمنت أهم وآخر معاقل مجلس شورى ثوار بنغازي، وقتل خلال هذه الاشتباكات 11 جنديا من جيش حفتر وأصيب 52 آخرون خلال الأسبوع الماضي، أغلبهم قتلوا بسبب الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، حسب مسؤولة الإعلام بمستشفى الجلاء للجراحة فاديا البرغثي. وبعد نداء الاستغاثة الذي وجهه مجلس شورى ثوار بنغازي لحلفائه في غرب ليبيا، ودعوة قيادة أركان الجيش الليبي الموالية للمؤتمر الوطني إلى ضرورة دعم حلفائهم في بنغازي، أرسلت جهات مجهولة يعتقد أنها مقربة من كتائب مصراته شحنات أسلحة عبر بواخر لدعم مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، لطن الطيران الموالي لحفتر قام بقصف هذه البواخر قرب منطقة قنفودة الساحلية في بنغازي. وعلى صعيد آخر ذكرت مصادر ليبية أن طائرات مجهولة شنت، صباح أمس، غارات مكثفة على مواقع داعش في مدينة سرت (وسط البلاد).