تعليمات صارمة لحماية المنشئات النفطية و الاستراتجية بعد 48 ساعة فقط من إجهاض مخطط إرهابي كبير و مصادر منظومات صواريخ "ستينغر" في ولاية الوادي سارع نائب وزير الدفاع الوطني و رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ،الفريق أحمد قايد صالح لتفقد الحدود الجنوبية الشرقية من خلال زيارة ميدانية قادته أمس للناحية العسكرية الرابعة في ورقلة. و حث قايد صالح الذي عاين "مخطط التحضير القتالي للوحدات" رفقة قائد الناحية العسكرية أفراد الجيش على الحدود مع تونس و ليبيا على رفع درجة اليقظة تحسبا لمخاطر الإرهاب و التصدي للتهديدات التي تواجه البلاد على الحدود مع بلدان الجوار.و أوضح نائب وزير الدفاع بأن "الاضطرابات الأمنية التي تعيشها المنطقة تُنذر بعواقب غير محمودة على أمنها واستقرارها، وهو ما يُملي على أفراد الجيش الوطني الشعبي التحلي بالمزيد من الحرص واليقظة". و أفادت وزارة الدفاع الوطني أمس أنّ أن رئيس الأركان "أشاد بالمجهودات التي يبذلها أفراد الوحدات العسكرية لمواجهة المخاطر على الحدود وتأمينها".وزار نائب وزير الدفاع القطاعات العملياتية للناحية العسكرية الرابعة، "وحث إطارات و ضباط وأفراد الوحدات المكلفة بحماية وتأمين الحدود على الاستعداد الدائم لتنفيذ المهام المسندة إليهم و التحلي بموجبات تأمين حرمة ترابنا الوطني وحماية المنشآت الاقتصادية ذات الطابع الإستراتيجي".وتشمل الناحية العسكرية الرابعة، بحسب التقسيم العسكري للمناطق، ورقلة وبسكرة والأغواط والوادي وغرداية وإيليزي وجانت، وهي مدن صحراوية قريبة من ليبيا وماليوالنيجر، معروفة باستفحال نشاط تهريب السلاح وتجارة المخدرات وبنشاط لافت للإرهابيين.و شدد قايد صالح أنّ" ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة، تُنذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة، وهو ما يملي علينا في الجيش الوطني الشعبي التحلي بالمزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها و محمية ومصانة من كل مكروه، ويبقى مستقبلها، بإذن الله تعالى، بيد أبنائها المخلصين الذين يمضون في بنائها وهم يقدرون تاريخها حق قدره ويُقرون بالعرفان لمن صنع هذا التاريخ الحافل بالأمجاد والمليء بالعبر والدروس"و تابع المسؤول العسكري الذي ألقى كلمة توجيهية بُثت إلى جميع وحدات الناحية بواسطة تقنية التحاضر عن بعد أنّ" شهر مارس هو من أكثر الشهور تعبيرا عن مثل هذه الدروس التي تتجلى في التضحيات الكبرى التي قدمها الجزائريون عن طيب خاطر قربانا من أجل نيل حريتهم واستقلالهم وسيادتهم الوطنية. فذلكم هو الشهر الأغر الذي استحق عن جدارة بأن يحمل بين أيامه المنيرة شعلة عيد النصر الموافق ل 19 مارس من كل سنة، هذا العيد الذي نحتفل هذه السنة بذكراه الرابعة والخمسين".و أشار نائب وزير الدفاع أن " الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني يدرك تمام الإدراك وهو يؤدي واجبه المقدس على كافة ربوع الجزائر، بأنه مطالب اليوم على غرار أسلافه الميامين بالأمس بأن يكون على أهبة الإستعداد لأن يسطر، عند الاقتضاء، ملاحم بطولية، ويقدم التضحيات الجسام في سبيل وطنه، يخوضها بتصميم قوي وإرادة لا تقهر" وتفيد مصادر مطلعة بأن زيارات الضابط العسكري الكبير للقوات المسلحة بالحدود، جاءت بناء على تعليمات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يمارس دستوريا، مهام وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعكس هذه الزيارات مدى خشية السلطات الجزائرية، من إفرازات المعارك التي تدور رحاها في ليبيا التي تجمعها حدود مع الجزائر يصل طولها إلى 900 كلم، ومن الاضطرابات الأمنية في الحدود مع تونس. ففي الحدود مع ليبيا ينتشر الجيش الجزائري بكثافة، خوفا من تسلل إرهابيين محسوبين على "داعش" ومن تسرب شحنات من السلاح ووقوعها بين أيدي عصابات المتاجرة بالسلاح والمخدرات. أما في تونس، فإن جبل الشعانبي القريب من الحدود الجزائرية، يشكل مصدر قلق كبير للسلطات العسكرية وذراعها الاستخباراتية، بعد أن ثبت أن إرهابيين جزائريين يوجدون برفقةإرهابيين تونسيين، وأن بعضهم دخل التراب الجزائري بهدف تنظيم أعمال إرهابية.وتواجه الجزائر أيضا تداعيات الاضطراب الأزلي على حدودها مع مالي، بسبب التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية المرتبطة ب"القاعدة. زيادة على المخاطر الأمنية بالحدود مع النيجر.