"الشعب الجزائري رد على المجرمين بزيارة أكثر من مليون سائح لتونس" أفاد رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أن "عملية بنقردان التي تعامل معها الجيش التونسي والقوات الأمنية بشجاعة لا متناهية تشبه إلى حد كبير ملحمة تيڤنتورين التي صنعها الجيش الجزائري بإجهاضه لمخطط إرهابي إجرامي كان يستهدف عصب الاقتصاد الجزائري وسيادة البلاد". وأثنى الغنوشي على "جهود الدولة الجزائرية في دعم تونس بكافة الإمكانيات ووقوفها إلى جانب شعبها في الحرب ضد الإرهاب"، معلنا تعهّد الرئيس بوتفليقة برفع "مستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى أعلى المستويات". وأوضح بيان ل "حركة النهضة" التونسية، أمس، أن الغنوشي الذي زار الجزائر، أمس الأول، أكد على "أن العلاقات التونسيةالجزائرية تمثل اليوم قاطرة تحريك لمشروع المغرب العربي"، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية التعاون بين البلدين في سبيل احتواء الوضع الليبي، بما يحقق الاستقرار في المنطقة، وفق تعبير المصدر. وأشار البيان إلى لقاء الغنوشي بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالجزائر العاصمة، حيث كان مرفوقًا بكل من الدكتور رفيق عبد السلام، ومحمد بن سالم من حركة النهضة، وبحضور كل من الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. وكان الغنوشي قد صرّح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة "لقد طمأنت الرئيس بوتفليقة بأن تونس صامدة في مواجهة الإرهاب"، مشيرا إلى أن محاربة الإرهاب انتقلت في تونس "من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم مثلما وقع في بن قردان مؤخرا". وأبرز في هذا السياق أن تونس "برهنت على القدرات العالية لقواتها الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب". وتابع أن "العملية كان لها وقعها الطيب تماما مثلما صنعه الجيش الجزائري بتصديه لمخطط إجرامي في منشأة تيڤنتورين الغازية بعين أميناس". كما توجه بشكره إلى الشعب الجزائري على "وقفته الأخوية إلى جانب الشعب التونسي من خلال قيام أكثر من مليون جزائري بزيارة تونس وتعويض النقص المسجل في عدد السياح"، معربا عن امتنانه للجزائر "نظير دعمها لتونس على مختلف الأصعدة الاقتصادية والأمنية والعسكرية". واعتبر أن ما كان يروج بكون تونس بلد حاضن للإرهاب "ليس صحيحا" وأن الشعب التونسي "يقف صفا واحدا في مواجهة آفة الارهاب"، مشيرا إلى أن "وقفة الجزائر شعبا وحكومة ورئيسا في دعم تونس كان له الأثر الطيب". وبعد أن هنأ الشعب الجزائري بإقرار التعديل الدستوري المصادق عليه من قبل البرلمان، أكد الغنوشي أنه "وجد في تجاوب الرئيس بوتفليقة الدعم الكبير، سواء للارتقاء بمستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين أو على مستوى تحريك مشروع المغرب العربي". وشدد بهذا الخصوص على دور العلاقات الجزائريةالتونسية في "تحريك مشروع المغرب العربي من خلال إرساء علاقات استراتيجية على كل المستويات الأمنية، العسكرية والإقتصادية"، لافتا إلى أهمية احتواء الوضع في ليبيا في تجسيد هذا المشروع "الذي تعطل كثيرا". ويربط المتتبعون زيارة الغنوشي إلى الجزائر أيضاً، بسياق الوضع المتأزم في ليبيا، حيث تشهد البلاد مستجدات أمنية خطيرة بسبب انهيار مؤسسات الدولة وسيطرة الميليشيات المسلحة على الأرض وتفريخ الجماعات الإرهابية.