أئمة ومشايخ ومنظمات تطالب بحذف الدرس من المقرر الدراسي فضيحة أخرى تهز قطاع التربية تخص كتاب التربية الإسلامية للسنة الثالثة ابتدائي. فقد ورد خطأ غيّر معنى الحديث الذي دار بين الرسول الكريم وجبريل عليه السلام في حادثة نزول الوحي بغار حراء. ودرس قذف أم المؤمنين عائشة وإشكالية خلق "الضفادع" في كتب الثانوي والمتوسط... مما جعل أئمة ومشايخ وأساتذة يطالبون بحذف الدرس من المقرر الدراسي، طارحين إشكالية تورط جهات معينة في محاولة طمس الهوية الجزائرية في الوقت الذي اعترفت فيه وزيرة التربية الفرنسية نجاة فالو بلقاسم بطلب المسؤولة الأولى عن قطاع التربية في الجزائر نورية بن غبريت بدعمها في الإصلاحات الفرنسية. وجاء الخطأ في كتاب التربية الإسلامية للسنة الثالثة ابتدائي اطلعت عليه "البلاد" في درس النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، الصفحة 60، في حادثة نزول الوحي بغار حراء تحريفا لقول جبريل عليه السلام عندما قال للنبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما نزل عليه الوحي "اقرأ"، فيرد عليه النبي: ما أنا بقارئ ثلاث مرات، وهو صحيح متفق عليه، لكن في كتاب التربية الإسلامية المعتمد حاليا، جاء في رد الرسول "ص"، على جبريل عندما أمره بعبارة "اقرأ"، "ماذا أقرأ؟" وهو تحريف خطير لأصل الحديث. وفي الدرس نفسها ورد خطأ آخر، جاء فيه أنه عند نزول الوحي على النبي محمد عليه الصلاة والسلام ذهب إلى السيدة خديجة التي استفسرت الأمر عند عمها ورقة بن نوفل، لكن الصحيح هو أن ورقة بن نوفل هو ابن عمها نصراني وأول من آمن بالرسول بعد خديجة وليس عمها كما جاء في الكتاب. والمؤسف أن الكتاب مصادق عليه من طرف لجنة الاعتماد والمصادقة للمعهد الوطني للبحث في التربية التابعة لوزارة التربية الوطنية طبقا للقرار رقم 93/م.ع/2005 المؤرخ في 03 أفريل 2005. لتعود الفضيحة وتطرح إشكالية الأخطاء اللغوية والأخطاء في وقائع تاريخية ومقدسات يتم تلقينها للتلاميذ بمعلومات خاطئة. فمن المسؤول عن هذه الأخطاء ومن يقف وراءها لاسيما أن دراسة حديثة أجراها أحد الأساتذة الباحثين تحت عنوان "الأخطاء اللغوية والمعرفية في كتب تلاميذ الابتدائي" أحصت 1300 خطأ لغوي ومعرفي في الطور الابتدائي وحده، ما يهدد الموسوعة العلمية للتلاميذ. الأستاذ سمير لقصوري: نطالب بحذف كل الدروس التي تمس بعقيدتنا من المقرر الدراسي أكد الأستاذ سمير لقصوري الناطق الرسمي لجمعية حماية المستهلك، أنهم طالبوا وزارة التربية بحذف كل الدروس التي تمس بالعقيدة والإسلام وتحرف الأحاديث من المقررات الدراسية بعدما استحالت عملية تصحيح الأخطاء الواردة والتي ربطتها الوزارة بتجديد الكتب وتغييرها، ليضيف أن الخطأ غير معنى الحديث بأكمله في واقعة تمس بمشاعر المسلمين، حيث جاء في الكتاب أن النبي قال "ماذا أقرأ"، ما يدل على أن النبي الكريم كان يعرف الكتابة والقراءة ولكنه لا يجد ما يقرأه أمامه، وهو أمر خطير يشكك في العقيدة برمتها، لأن من معجزات الرسول التي أخبرنا بها القرآن أنه كان أميا ويتلقى العلم من الوحي المنزل عليه لقوله تعالى "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى". وفي الخطأ الثاني، أن ورقة بن نوفل ابن عم خديجة وليس عمها مثلما ورد في الكتاب. وهي أخطاء خطيرة في المنهاج التربوي لتلاميذ الابتدائي. رئيس نقابة الأمة: نطالب بعرض الكتب المدرسية على لجان مختصة طالب الدكتور جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة، في اتصال مع "البلاد"، وزارة التربية بضرورة عرض الكتب الدينية والتي تشمل أحاديث ووقائع تاريخية على وزارة الشؤون الدينية وفق اتفاقية مشتركة بتخصيص هيئة من أهل الذكر والاختصاص لمراجعة مضمون الكتب وتصحيح الأخطاء قبل تلقينها للتلاميذ. إن إسناد المهمة لغير ذوي الاختصاص وراء انتشار مثل هذه الأخطاء لأن الأمر يتعلق بنصوص مقدسة، داعيا إلى عدم تسييس التربية وإدخالها في مزاد علني وصراعات لامتناهية.