انطلقت أمس، أشغال أول اجتماع تشاوري حول المنظمة الإفريقية للتعاون الشرطي "أفريبول" بعد أشهر من إنشائها، بحضور ممثلين عن مختلف المنظمات الأمنية الإقليمية وذلك لبحث سبل دعم هذه الآلية، وكيفية التنسيق بين مختلف الدول من الجانب الاستخباراتي واللوجستيكي لمواجهة التحديات الأمنية والجريمة العابرة للحدود عبر تفعيل التنسيق الشرطي بين مختلف الهيئات. الاجتماع الاستشاري الأول لإطلاق عمل المنظمة جاء مواصلة لتدعيم العمل الأمني الإفريقي المشترك، بحضور ممثلي الهيئات الجهوية الإفريقية للتعاون الشرطي، بالإضافة إلى ممثلين عن الأنتربول، الأفريبول وآسيابول?? وأمريكابول وممثلي المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب. الاجتماع المنبثق عن توصيات أشغال مؤتمر إنشاء الهيئة الإفريقية للأفريبول، المنعقد بالجزائر يومي 13 و14 ديسمبر 2015، يهدف إلى تعزيز التشاور وتبادل الخبرات بين الأعضاء المشاركين والهيئات الأمنية الجهوية والمنظمات الأمنية الدولية ويسمح للخبراء المشاركين بوضع خطة واستراتيجية عملياتية وميدانية لإطلاق عمل هيئة الأفريبول. وأكد المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل خلال الاجتماع أن دعم أفريبول يشكل "قيمة إضافية أكيدة" للبنية الأمنية العالمية الجديدة، لاسيما "أن الأحداث المأساوية التي نسجلها كل يوم والتي لا تستثني أي قارة تبين أن التهديد عالمي ومتفشي تاركة المؤسسات الشرطية الأكثر فعالية والأكثر تنظيما في حيرة من أمرها". واعتبر أن التحديات الرئيسية التي تطرحها الأشكال الجديدة للإرهاب والتطرف والمقاتلين الإرهابيين الأجانب والجرائم الإلكترونية والإتجار غير الشرعي للمخدرات والأسلحة النارية، بالإضافة إلى الأزمات الخاصة بالهجرة والأزمات الإنسانية وغيرها من الظواهر الإجرامية تشكل عوامل تهديد للسلم والأمن على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي. وهذا ما يتطلب -حسبه- ردا منسقا ومتكاملا بفضل تعاون يجب أن يكون صريحا وعفويا لرفع هذه التحديات المشتركة وربط اللواء نجاح أفريبول بالصرامة التي سنعمل بها لتنفيذ عملية إطلاق أفريبول في إطار منهج يستجيب ليس فقط للأوضاع الأمنية الطارئة بل وأيضا يتسم بالديمومة من أجل التوصل إلى منظمة قارية حيوية ومستدامة للتعاون الشرطي في عصر التكتلات الإقليمية والدولية". يرى أن أفريبول مدعوة لإقامة علاقات التبادل والتعاون مع المنظمات غير الحكومية والدولية المشابهة التي من شأنها أن تعزز قدراتها لتنفيذ مهمتها في أفضل الظروف. ويكتسي هذا الاجتماع أهمية كبيرة بالنظر إلى الوضع الأمني الذي تشهده المنطقة والذي سيركز على تطوير مشروع هذه الآلية الإضافية لتعزيز مجال سبل تبادل المعلومات على الصعيد العملياتي والتكتيكي والاستراتيجي بغرض تخطيط افتتاح أمانة أفريبول، كما سيتم التطرق خلال هذا الاجتماع الذي تدوم أشغاله ليومين إلى الفوارق القانونية في مختلف البلدان في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود وذلك لتسهيل مكافحة هذه الظاهرة، وخلال هذا الاجتماع سيتبادل المسؤولون السامون للمنظمات الأمنية الإقليمية للتعاون الشرطي خبراتهم مع التركيز على الخدمات السليمة.