ياسين بن جاب الله: مستعدون للتحاور مع المضربين ضمن الأطر القانونية شل، أمس، عمال السكك الحديدية بالجزائر العاصمة، حركة النقل بالسكة الحديدية دون سابق إنذار. وشهدت أغلب المحطات بالعاصمة والمدن المجاورة في الضاحيتين الشرقية والغربية بكل من الثنية، والعفرون، حالة من الفوضى والتسيب، بعد أن استيقظ المسافرون على وقع الإضراب، وإلغاء عشرات الرحلات، الأمر الذي أدى إلى اختناق المحطة بالمسافرين الذين أبدوا استياءهم من كوارث التنظيم العشوائي، حسب ما وقفنا عليه في عدة محطات بالجهة الشرقية خصوصا في قطار 8.24 صباحا من محطة "الرغاية"، ناهيك عن الاكتظاظ الذي تسبب فيه جموع المسافرين الذين امتلأت بهم محطات القطار. الإضراب الذي استاء بسببه العديد من المسافرين الذين وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي، منذ الساعة ال06.30 صباحا، حينما تم الاعلان عن تأخر غير محدد، وإضراب مفاجئ، إذ اكتظت محطات النقل البرية، وكان الحصول على وسيلة نقل أمل يستحيل تحقيقه امام العدد الهائل من المسافرين، وخاصة الطلبة، حيث تزامن الإضراب مع بداية الاختبارات، عبر جميع الأطوار بما فيها الاختبارات البيضاء التجريبية لشهادتي البيام والبكالوريا. واضطر مسافرو الثنية، بومرداس والعفرون المتوجهون إلى العاصمة للانتظار فترة طويلة، قبل ان يتم إعلامهم بالإضراب ليتوجهوا إلى محطات الحافلات المختلفة والتي اكتظت بالمسافرين من الصباح، حيث وقفت "البلاد" على الحالة المزرية التي يشهدها النقل بالسكة الحديدية، بعدما أضحت حركة السير في الآونة الأخيرة، تعيش كوارث حقيقية بسبب الإلغاءات والتأخرات. وتسبب الإضراب الوطني في شلل تام لحركة القطارات وأدى إلى إلغاء أزيد من 150 رحلة يوميا تربط بين الضاحيتين الشرقية والغربية ومحطة الجزائر، تُقل 70 ألف مسافر، حيث وجد المسافرون أنفسهم في فوضى بمختلف محطات النقل بالعاصمة وما جاورها من مدن، هذه الحالة التي قال عنها المسافرون إنها غير عقلانية ووصفها البعض الاخر ب«اللامسؤولة"، بسبب عدم تحمل وزارة النقل مسؤوليتها في تنظيم هذا القطاع الذي أصبح يعرف فوضى بسبب إضراب عمال السكة الحديدية وشلل حركة النقل بالقطارات في كل مرة. من جهة أخرى، أكد لنا بعض المسافرين أن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة لا تكلف نفسها عناء إبلاغ زبائنها مسبقا بأي تأخر قد يحصل، وهو ما يضطر المواطن البسيط لقضاء أوقات طويلة في الانتظار على أرصفة المحطة التي تخلوا هي الأخرى من كل شروط الراحة والأمان. من جهته، أكد ياسين بن جاب الله، المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، أن سائقي القطارات دخلوا في إضراب عن العمل عبر ولايات قسنطينة ووهران، إضافة إلى الجزائر العاصمة. في حين لم تتلق المديرية أي اشعار مسبق بالامر، واصفا الإضراب بغير الشرعي وغير المرخص، موضحا أن السائقين المضربين عن العمل لم يستشيروا حتى الفيدرالية الممثلة لعمال القطاع وهي الجهة المخولة قانونا بتمثيلهم وإيصال صوتهم للمطالبة بحقوقهم أو طرح انشغالاتهم، مؤكدا أن المديرية العامة "مستعدة للتحاور مع المضربين عن العمل ضمن الأطر القانونية المعمول بها وتبقى الباب مفتوحا وواسعا للاستماع لانشغالاتهم". وتتمثل مطالب المضربين حسب مصادر من الفيدرالية في رفع منح المناوبة الليلية والتعويض الكامل عن العمل في أيام العطل والأعياد وكذا رفع المنحة المتعلقة بالمراقبة الليلية، إضافة إلى مطلب خاص برفع درجة التصنيف في السلم المهني.