وجّه 350 سائحا أوروبيا رسالة عتاب إلى وزارة الخارجية الفرنسية من ''جانت''، حيث قضوا أزيد من 22 يوما، عاتبوها فيها على التمادي في حق الجزائر ووضعها في خانة الدول غير الآمنة، على خلفية التوجيهات التي أصدرها ''الكيدورسي'' منذ أيام للسياح الفرنسيين، محذرا إياهم من التوجه إلى تمنراست وجانت. وأكّد السياح في الرسالة نفسها أن المنطقة آمنة ولم تشهد أية أعمال تبرر تصنيفها في الخانة الحمراء، مشيرين إلى أن هذه التحذيرات مبالغ فيها وغير مبررة، وأنهم يتحركون ويتنقلون بكل حرية دون خوف، ودون أن يشعروا بأنهم في خطر. وأشاد الأوروبيون بحسن الضيافة التي تعرف بها المنطقة السياحية جانت، التي توجد بها حظيرة الطاسيلي، واحدة من أجمل المناطق السياحية في الجزائر. كما أعلنوا تأسفهم على ''كذب الكيدورسي'' على الجزائر، خاصة أنهم اكتشفوا العكس طيلة إقامتهم التي امتدت ما بين 15 إلى 22 يوما. وبالنسبة إلى البعض منهم الذين تعودوا على زيارة الصحراء الجزائرية، فإن الوضع هو نفسه لم يتغير، مقارنة بالسنوات الماضية، وأنهم لا يرون أن جانت أقل أمنا مما كانت عليه. من جهتهم، بلّغ أصحاب وكالات السياحة والأسفار بجانت انشغالهم لوزير السياحة والصناعات التقليدية إسماعيل ميمون، مؤكدين أنهم ينتظرون تكذيبا رسميا من الحكومة الجزائرية، خاصة أن 80 بالمائة من سكان جانت يعيشون من مداخيل السياحة. ولم يخف أصحاب الوكالات أن التحذيرات التي أطلقها ''الكيدورسي'' خفضت عدد السياح، بالرغم من أن المنطقة كانت تشهد إقبالا في مثل هذه المواسم. وما زاد الطين بلة، التحذيرات التي أطلقتها الكثير من الحكومات الغربية لرعاياها، بعدم التوجه إلى مناطق الصحراء الجزائرية، حيث جاء في موقع وزارة الخارجية الفرنسية، أن جانت تعتبر من المناطق الخطيرة، التي لا يجب زيارتها بالنظر إلى التهديدات الإرهابية. وقال موقع ''الكيدورسي'' في باب النصائح الخاصة بالمسافرين، إن مناطق مثل جانت وتامنراست تمثل خطرا متزايدا، دون أن تذكر الخارجية الفرنسية الحوادث، ولا تبرير وضعها في خانة الخطر، بل اكتفت بذكر عملية اختطاف 7 أجانب في النيجر بينهم سبعة فرنسيين، وأن هذا دليل على إرادة الجماعات الإرهابية في تكرار مثل هذه العمليات الإجرامية، وأن هذه الإرادة تبقى قائمة، وأنه بالإمكان أن تخص كل الجنوب الجزائري. هذا التحذير جعل الكثير من هذه الشركات تتخلى عن تنظيم رحلات نحو الصحراء الجزائرية، خوفا من التبعات في حالة حدوث مشكل ما. تراجع عدد السياح أصبح أمرا لا يخفى على أحد، فشوارع المدينة التي في مثل هذه الأوقات من السنة كانت تعج عادة بالسياح الأجانب، أصبحت شبه خالية، وهو ما أثر بشكل واضح على التجارة والصناعة المحليتين، اللتين تعيشان عادة من توافد السياح على المنطقة، خاصة في هذا الوقت من السنة، على اعتبار أن درجة الحرارة في الصيف لا تشجع كثيرا السياح على القدوم إليها. وجاء هذا الانخفاض بالرغم من أن الاستعدادات لموسم السياحة جرت بشكل عادي. مع العلم أن تراجع عدد السياح يؤثر بشكل مباشر على سكانها. ولم تؤثر هذه التحذيرات فقط على الفرنسيين، وإنما على الكثير من الأوروبيين، مثل الإسبان، مع أن مدريد لم تحذر رعاياها من القدوم إلى الصحراء الجزائرية، مثلما فعلت السلطات الفرنسية.