قبل شهر من الآن كتبت في موقع "البلاد" بعد فضيحة تسريب أسئلة البكالوريا مقالا تحت عنوان "بن غبريت اذهبي إلى الحبشة" ، وهذا بعد أن أعادت إثيوبيا دورة البكالوريا إثر تسريب الأسئلة ، والحمد لله تم إعادة هذا الامتحان في الجزائر للحفاظ على مصداقية هذه الشهادة ، اليوم أدعوا الوزيرة إلى الذهاب إلى واد كنيس ! مسكينة نورية بن غبريت لم تكفها مشاكل الأساتذة المتعاقدون وتسريبات البكالوريا ، ليقع على رأسها مشكل تعطل الموقع الالكتروني للوزارة المخصص لإعلان نتائج شهادة البكالوريا ، وهو مشكل يثير السخرية ، لأنه قضية تقنية بحتة ، وحلها بسيط يتطلب فقط استثمار مالي وإيكال الملف لمختصين ، ولا أعتقد أن دولة بحجم الجزائر تعجز على هذا ، خاصة أننا بصدد الإعلان عن نتائج يتابعها ملايين الجزائريين وينتظرونها بشغف. قبل يوم أعلنت وزيرة التربية أن النتائج ستكون متوفرة على موقع الديوان الوطني للامتحانات ابتداء من الساعة 20.00 ، هي كلمة ووعد منحته لملايين الجزائريين الذين كانوا في الموعد لمتابعة نتائج أبنائهم ،وكما كان الوضع قبل أيام في إعلان نتائج مسابقة الأساتذة على نفس الموقع ، كلمة بن غبريت تكسر وتأخر لأزيد من ساعتين وهو وقت كبير جدا بالنسبة للتلميذ وعائلته في ضل أجواء التوتر . من أبرز التعليقات على هذا التأخر رسائل وجهت لبن غبريت يتساءل فيها التلاميذ عن التناقض في منطق الوزارة ، التي حرمت مئات التلاميذ من دخول الأقسام لأنهم تأخروا لدقائق معدودات ، وهاهي اليوم تتأخر في إعلان النتائج لساعتين عن الموعد المحدد ، كيف نطلب من التلميذ أن يلتزم بالوقت والوزيرة تتأخر بسبب قضية تقنية بسيطة ! فيما ذهب آخرون إلى أبعد من هذا وقالوا بتهكم أن الوزيرة تنتقم من تسريب الأسئلة في دورة البكالوريا ، لتحرق أعصاب التلاميذ في أحرج وقت ! الحقيقة أن بن غبريت لا يد لها في هذه المهزلة التي أصبحت واقعا للأسف منذ سنوات ،فهي وزيرة للتربية ولا علاقة لها بالتكنولوجيات ، والمسؤولية المباشرة في عاتق هدى فرعون المشرفة على وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال ، باعتبارها الجهة الوصية على المواقع الرسمية من الناحية التقنية ، والمفروض أنها تضمن سيولة هذه المواقع التي تمثل هيبة الدولة ، خاصة أن الأمر بسيط من الناحية التقنية وتوجد مواقع خاصة جزائرية "موقع واد كنيس التجاري " مثلا، تتحمل ضغط مماثل بشكل يومي وهي تعمل بطريقة طبيعية، ربما على بن غبريت أن تتجه السنة المقبلة إلى هذه المواقع ، التي تتوفر على استضافة قوية، لعرض نتائج البكالوريا ومختلف الامتحانات ، في انتظار أن يستفيق القائمون على قطاع التكنولوجيات في الجزائر من سباتهم الذي طال كثيرا ! قطاع الانترنت والتكنولوجيات الذي أصبح من أهم القطاعات الواعدة في العالم ،والذي تخصص له مبالغ فلكية للاستثمار والتطوير في الدول الكبرى، للأهمية القصوى التي يحظى بها اليوم، ليتفوق على قطاعات تقليدية كالبنوك والطاقة والنقل ، لا يزال ينظر إليه في الجزائر بعين الريبة والتشكك ، وهذه المشاكل المتكررة في المواقع الحكومية وتأخر أنظمة الدفع الالكتروني وضعف تدفق الانترنت وغيرها ، ستعوق أي ديناميكية اقتصادية في الجزائر لأنها لن تتحقق إلا في عهد الرقمنة والاتصال المتطور ! أنس جمعة للتواصل مع الكاتب من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": https://www.facebook.com/anesdjemaa/ أو من خلال البريد الإلكتروني: [email protected]