أشعلت عبارة "الإرهاب الإسلامي" التي استخدمها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لأول مرة في خطابه عقب هجوم نيس، غضب المسلمين في عدّة بلدان بشكل جعل الجالية المسلمة لا تكتفي بالتنيد بهذا "الانزلاق" وإنما كيفت لهجة الخطاب بكونها دعوة رسمية للتعرض إليها بهجمات عنصرية انتقامية. قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه لا يمكن إنكار "الطابع الإرهابي" لعملية الدهس التي تمت في مدينة نيس جنوب البلاد، معتبرا أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه ب "تهديد الإرهاب الإسلامي"، ما أثار استنكار الجالية المسلمة في فرنسا. وهذه أول مرة يربط فيها الرئيس الفرنسي الإرهاب بالإسلام ما ولد مخاوف كبيرة لدى الجالية المسلمة في فرنسا مخافة تعرضهم لاعتداءات عنصرية، خاصة أن هذا الخطاب جاء من المسؤول الأول للبلاد بعدما كان حكرا على اليمين الفرنسي المتطرف. وانتشرت أمس موجة استنكار واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بخطاب هولاند ودعوة السلطات الفرنسية للاعتذار للمسلمين والجالية المسلمة. وعلى الصعيد الرسمي رد الرئيس بوتفليقة ضمنيا على هذا الوصف وأكد أن "الإرهاب لا لغة ولا دين ولا هوية ولا جغرافيا له". أوضح المحامي لدى المحكمة العليا الفرنسية فرانسوا هنري بريارد أن ردود الفعل في فرنسا ضد المسلمين كانت من الرسميين والسياسيين والمثقفين والإعلام، وقال "نحن صنعنا الإسلاموفوبيا من فوق"، وأشار إلى القرارات التي اتخذت ضد الحجاب وكيف جعلت منه قضية، في الوقت الذي يوجد في البلاد خمسة ملايين عاطل عن العمل. وتابع المتحدث أن فرنسا وقعت في تخبط وضياع بعد هجمات باريس، ولم تستوعب ما إذا كانت المشكلة سببها داخلي أم متعلق بسياستها الخارجية، وهل عليها أن تتصرف لوحدها أو ضمن حلف شمال الأطسي. واعتبر أن المواطنة والعلمانية باتتا على المحك في فرنسا، واستغرب خطاب الرئيس الفرنسي الأخير وقبله رئيس حكومته عندما طالب الجالية الإسلامية بأن تثبت وطنيتها. وتساءل المحامي الفرنسي هل معنى أن تكون وطنيا فرنسيا أن تؤيد الحرب الفرنسية في مالي وسوريا وغيرهما؟ وأشار المحامي لدى المحكمة العليا الفرنسية إلى أن قانون الاستخبارات الذي صوت عليه البرلمان الفرنسي هو النسخة الفرنسية من قانون مكافحة الإرهاب الأمريكي، لكنه تأسف لكون السلطة القضائية الفرنسية غير مشمولة في مثل هذه العمليات، بخلاف ما يجري في الولاياتالمتحدة، حيث إن القاضي وفي ظل قانون مكافحة الإرهاب هو الذي يعطي الضوء الأخضر لوضع أي شخص تحت الرقابة. وكان اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا قد أدان هجوم نيس، الذي أودى بحياة عشرات الفرنسيين. ودعا الاتحاد في بيان نشر على صفحته على "فيسبوك" إلى الوحدة الوطنية، مقدما تعازيه ومواساته لعائلات ضحايا الهجوم وأقاربهم. وقتل أكثر من ثمانين شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح بينهم حالات بالغة الخطورة في حادث دهس نفذه شخص فرنسي من أصل تونسي يقود شاحنة كبيرة في مدينة نيس جنوبيفرنسا في وقت متأخر من مساء الخميس خلال الاحتفال باليوم الوطني لفرنسا، وقد تمكنت أجهزة الأمن من قتل سائق الشاحنة.