أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد السلام شلغوم يوم السبت بمعسكر أن لجنة وزارية تحضر حاليا لاقتراحات ستكون جاهزة نهاية أغسطس المقبل حول كيفية استغلال الأراضي الفلاحية المهملة على المستوى الوطني. وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش زيارة تفقدية إلى الولاية أن "لجنة التفكير حول أفضل الطرق لاستغلال الأراضي الفلاحية المهملة ومنها أراضي البور (غير المسقية) تم تنصيبها على مستوى الوزارة مؤخرا كون نسبة كبيرة من الأراضي البور التي تمثل 48 بالمائة من المساحة الفلاحية الكلية بالجزائر غير مستغلة أو مستغلة بشكل غير لائق وهو أمر غير مقبول بالنظر إلى حاجة الجزائر إلى استغلال كل إمكانياتها لتحقيق الأمن الغذائي". وأضاف أن "الأمر لا يخص الأراضي المملوكة فقط للدولة بل حتى أراضي الخواص و غير المستغلة بالشكل اللائق حيث سيتم اللجوء بداية إلى تحسيس أصحاب هذه الأراضي بأهمية استغلالها الأمثل واستعمال التقنيات العصرية في الإنتاج الفلاحي بما فيها السقي الحديث لزيادة المردود وتقليص اللجوء إلى الإستيراد قبل التوجه إلى تدعيم الصادرات من المواد الفلاحية". وأضاف الوزير أنه توجد آليات قانونية تتيح للدولة أن تسترجع حقها سواء كانت الأرض عمومية أو للخواص مهما كانت ملكية الأرض لأن النشاط الفلاحي له علاقة بالأمن الغذائي ولا يحق لأحد العبث به. وأكد السيد شلغوم أن "الحكومة لا تفكر في إلغاء الدعم الفلاحي بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الحالية ولكن تعمل على ترشيد الدعم وتوجيهه لمستحقيه وتدعيم الدعم التقني للفلاحين باعتباره أحد أشكال الدعم لتطوير القطاع الفلاحي بالجزائر ورفع مردوده". ودعا الوزير الفلاحين الذين يمتلكون مساحات مسقية إلى "الاهتمام أكثر بزراعة المواد الأساسية مثل الحبوب والخضر والبقول الجافة قبل التفكير في توسيع محاصيلهم الزراعية إلى الفواكه وغيرها وتوجيه هذه الأخيرة نحو الأراضي البور المهملة و المساحات المستصلحة". كما دعا مسؤولي محافظة الغابات بولاية معسكر إلى تكثيف حملات التشجير بأحواض السدود لحماية هذه المنشآت من التوحل وتفادي صرف مبالغ مالية طائلة على عمليات نزع الأوحال. كما دعاهم إلى فتح المساحات الغابية أمام الاستثمارات الخاصة الهادفة إلى إنشاء مناطق ترفيهية واستجمامية بشرط احترامها لدفتر شروط يحافظ على الأملاك الغابية. وأثنى الوزير ببلدية سيق على مجهودات مديريتي التكوين والتعليم المهنيين والمصالح الفلاحية في مجال تكوين الفلاحين وأبنائهم على التقنيات الحديثة للإنتاج الفلاحي والسقي. كما أشاد لدى زيارته مصنعا خاصا لإنتاج زيتون المائدة بالتطور المتواصل للقطاع بولاية معسكر. كما زار عبد السلام شلغوم ببلدية ماوسة مستثمرة فلاحية خاصة مختصة في إنتاج الحبوب و الخضر تتعاون مع المزرعة النموذجية العمومية وشارك أثناءها رمزيا في عملية جني البطاطا. كما تفقد ببلديتي معسكر ومطمور مستثمرتين فلاحيتين خاصتين تعتمدان على تقنيات متطورة في الإنتاج الفلاحي. وبالمستثمرة الفلاحية للإخوة صحراوي أشرف الوزير على عملية استزراع صغار السمك في حوض للسقي الفلاحي تابع للمستثمرة ضمن برنامج محطة الصيد البحري وتربية المائيات للولاية الرامي إلى استغلال الأحواض المائية في تربية المائيات واستغلال السماد العضوي الذي تنتجه في تسميد الأراضي الفلاحية والذي سمح منذ بداية السنة الجارية باستزراع صغار السمك في 10 أحواض مع برمجة 10 أحواض أخرى خلال الثلاثي الجاري.