على الأممالمتحدة تحمّل مسؤوليتها في استكمال تصفية الاستعمار أكد إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية أن شعبه سيواصل طريق المجاهد محمد عبد العزيز الذي وافته المنية في الأشهر القليلة الماضية والذي بذل كل طاقته طيلة 40 سنة من النضال قصد رفع الراية الصحراوية في وجه المستعمر المغربي الذي وصفه بالمجرم المستبد، مؤكدا أن هذه المسيرة لن تتوقف مادام الاحتلال قائما حتى بلوغ الأهداف المقدسة خاصة أن القضية تحظى بدعم أحرار العالم. الرئيس الصحراوي خلال كلمة ألقاها في الافتتاح الرسمي للجامعة الصيفية للبوليساريو المنطلقة أشغالها في ولاية بومرداس أشاد بالدعم القوي الذي تقدمه الدولة الجزائرية دفاعا عن القضية الصحراوية، مشيرا إلى أن الاقتداء بالجزائر وشعبها يعتبر فخرا واعتزازا لشعبه، خاصة أن فيها مجاهدين وشهداء ضحوا من أجل استعادة حريتهم المسلوبة وأن الجزائر تعتبر مثالا يحتذى به بثورة نوفمبر المجيدة مضيفا أن الشعب الصحراوي سينتصر كما انتصر الشعب الجزائري ضد الاستعمار الغاشم في 1962، وكما انتصر كذلك على الإرهاب عن طريق سياسة السلم والمصالحة. وفيما يخص العلاقات بين البلدين أكد الرئيس أنها علاقة تحالف أبدي ينعكس إيجابا على وجهات النظر والأهداف الراهنة وكذا المستقبلية للبلدين الشقيقين شعبا وحكومة. إبراهيم غالي طالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم حيال ممارسات الاحتلال المغربي التي تصب زيت الخراب والدمار على نار التوتر والاستقرار، مؤكدا أن فلسفة التوسع والحدود المفتوحة في أعين المملكة المغربية التي لا تحترم القانون الدولي ولا يقيدها دستور وطني هي التي جعلتها تطالب بأراض شاسعة من الجزائر ومالي وموريتانيا والتي رفضت الاعتراف بها كدولة حتى سبعينيات القرن الماضي، مضيفا أن محاولة التوسع هذه أدت إلى حرب ظالمة لا تزال تهدد السلم والأمن في المنطقة وإبادة المدنيين الصحراويين العزل بقنابل النابالم والفسفور الأبيض المحرمة دوليا، أضف إلى ذلك عمليات القتل الجماعية بما فيها دفن الأحياء أو حرقهم أو الرمي بهم من الطائرات العمودية ناهيك عن التعذيب في السجون والمخابئ السرية. إبراهيم غالي اعتبر المملكة المغربية مساهمة في تمدد واحدة من أخطر آفات العصر بإغراق المنطقة بالمخدرات كونها أكبر منتج ومصدر لها والتي تنكس سلبا على دول الجوار سواء من الناحية الاجتماعية وحتى الأمنية، ناهيك عن دورها في دعم عصابات الجريمة المنظمة وتمويل الجماعات الإرهابية. وفي قضية الاستفتاء القاضي بتقرير المصير أوضح الرئيس أن الملك محمد السادس نفض يديه من تعهدات والده وقرر الدخول في متاهات من التصعيد على حد قوله، مضيفا أنه زيادة لتنصله من تنظيم الاستفتاء قاد مملكته لدخول مواجهة أمام الأممالمتحدة عبر أمينها العام وممثله الشخصي وحتى مع المجتمع الدولي بصفة عامة، معيبا بذلك الدعم الفرنسي المخجل لدولة الاحتلال المغربي محملا الأممالمتحدة مسؤوليتها الكاملة في استكمال تصفية الاستعمار كونه آخر مستعمرة في إفريقيا، حيث طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات صارمة وعاجلة لوضع حد لهذه السلوكات المغربية المعتدية على ميثاق المنظمة الدولية، كما طالب بإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان وإطلاق سراح معتقلي اقديم إزيك وامبارك الداودي وكل المعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال مع وقف النهب المغربي للثروات الطبيعية داخل الحدود الصحراوية.