مع اقتراب لحظات الحسم في انتخابات الرئاسة الأميركية، تطفو على سطح المتابعات اليومية للناخبين "المناظرات الانتخابية"؛ التي تجرى بين المرشحين على مقعد الرئاسة ومقعد نائب الرئيس، إذ يساعد هذا الحدث العازفين عن الانتخابات والمترددين أحيانا على تحديد هوية مرشحهم. وعن مدى أهمية المناظرات الرئاسية، يقول مدير النقاش في جامعة جنوب إلينوي، تود غراهام، إنها تكشف عن نقاط القوة والضعف لدى المرشحين، فيكون عليهم الاعتماد على قوة الحضور ولغة الجسد. ويعتقد غرهام، وفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن أول مناظرة ستجرى بين مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب في ولاية نيويورك، ستحظى بنسب مشاهدة عالية قد تكون الأعلى في تاريخ المناظرات الرئاسية. وأشار غرهام إلى أنه لم ير من قبل اثنين من مرشحي الرئاسة الأميركية لا يطيقون التعامل مع بعضمهما البعض، كهيلاري كلينتون ودونالد ترامب، حتى أنهما لا يرغبان في تجاذب الحديث معا، ولديهم اختلافات كبيرة، وهو الأمر الذي يدفع لمتابعة المناظرة المرتقبة. وتتطلب مناظرات هذا العام من هيلاري وترامب قدرا كبيرا من الشجاعة ليس فقط لعرض أفكارهما ورؤيتهما، و"التمثيل" أحيانا لإبهار ملايين المشاهدين، ولكن لتقبل النتائج السريعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنقل وجهات نظر المتابعين للمناظرات، وتؤثر على قرارات غير المتابعين لها. والجديد في مناظرات 2016 سيكون من نصيب موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فوفقا لخطة أعلنت عنها لجنة المناظرات، سيتم الاعتماد لأول مرة على فيسبوك كوسيلة يمكن من خلالها طرح أسئلة المستخدمين على المرشحين في المناظرات، كما ستبث المناظرات على الهواء مباشرة. ويوضح غرهام أن أهمية المناظرات تكمن في كشف مدى قوة الحضور ولغة الجسد والمظهر العام للمرشحين، كما تظهر اللباقة والثقافة ومدى الاطلاع على الأحداث العالمية وكيف يتلقى المرشح السؤال ويظهر اهتمامه بالإجابة ومتى يبتسم ومتى يبدي جدية وكيف يواجه "الإساءة" من المرشح الآخر. ووفقا لغرهام، فإن دونالد ترامب لديه حس فكاهي خلال مناظراته السابقة التي جرت مع منافسيه على مقعد الترشح عن الحزب الجمهوري، إضافة إلى قوة الحضور، لكن ما يعاب عليه هو عدم قدرته على التعامل مع معارضيه من الجمهور. ولفت مدير النقاش في جامعة جنوب إلينوي، إلى أن ترامب عليه أن يغير من أسلوب حواره في المناظرات ويتصرف بلباقة مع الجمهور وعدم إظهار نفسه خبيرا في كل الأمور، مشددا على ضرورة أن يقلل ترامب من الإساءات التي يوجهها خلال حديثه. أما هيلاري كلينتون، فتصنف من أفضل المحاورين في المناظرات، وفقا لغرهام، الذي يرى أن لديها مميزات عدة وإمكانيات هائلة في الحوار والمناقشات. وأضاف أن كلينتون تعي جيدا أن النقاشات مبنية على المعلومات والحقائق وهذا ما يميزها، إلا أنه يعاب عليها الحديث كثيرا فهي لا تلتزم بالوقت المخصص لها خلال المناظرة، وذلك ما بدا جليا خلال مناظرتها أمام بيرني ساندرز. وأضاف غرهام أن كلينتون بحاجة للوصول إلى الجمهور من خلال تجسيد الموضوعات التي تتحدث فيها، ثم تبسيطها وطرحها بشكل يفهمه الجمهور.