ينتظر الأمريكيون بفارغ الصبر أول مناظرة رئاسية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، الاثنين، بينما لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى تقارب كبير بينهما قبل ستة أسابيع على موعد الاستحقاق الرئاسي في انتخابات الثامن من نوفمبر. وتبدأ المناظرة ومدتها 90 دقيقة عند الساعة 21:00 (01:00 ت.غ) ومن المتوقع أن تحقق نسب مشاهدة قياسية خصوصاً بسبب التناقض بين شخصيتي المشاركين. ومن المتوقع أن ينافس عدد المشاهدين الرقم القياسي لمشاهدي المناظرات الرئاسية البالغ 80 مليوناً والذين شاهدوا في عام 1980 المواجهة بين الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر والجمهوري رونالد ريغان. من جهة، كلينتون (68 عاماً) وزيرة خارجية وسيناتور سابقة تعرف ملفاتها عن ظهر قلب وتتمتع بخبرة كبيرة لكنها تجد صعوبة في إثارة الحماس وإقناع الناس بصدقها، إلا أنها استعدت بدقة. في المقابل، ترامب (70 عاماً) ملياردير ونجم سابق من تلفزيون الواقع. عفوي وشعبوي إلى أقصى حد لم يتول أي منصب عام، استعد للمناظرة لكن دون إفراط. وقد أعرب معسكر كلينتون التي تطمح لأن تصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة، عن القلق، الأحد، من اعتماد "معايير مزدوجة" خلال المناظرة التي ستجري في جامعة هوفسترا في لونغ آيلاند بالقرب من نيويورك. ويقول العديد من الخبراء إن المشاهدين سيتوقعون جهداً أكبر من كلينتون. وقال رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، الأحد، لشبكة "إن بي سي"، إنه "تحد بالنسبة إليها لأن ترامب يقول أموراً غير صحيحة". كما شدد مدير حملتها روبي موك أمام شبكة "اأه بي سي" على "كل ما نطلبه هو أن يتم لفت النظر في حال قام ترامب بالكذب"، مضيفاً إن كلينتون لا يمكنها في الوقت نفسه أن "تلعب دور الشرطي" وأن تقدم رؤيتها للمستقبل. ولدعم أقواله، نشر معسكر كلينتون صفحات عدة من الأكاذيب المنسوبة إلى ترامب. إلا أن الملياردير أشار إلى إن هذا ليس دور الصحافي الذي سيدير المناظرة وهو ليستر هولت الذي يقدم نشرة المساء في "إن بي سي". وقال ترامب، الخميس: "عليه إدارة النقاش. إذا ارتكب أي منا خطأ فسنهتم بالأمر"، مندداً ب"الضغوط" على هولت. توتر حول المدعووين تصاعد التوتر من جهة أخرى، في نهاية الأسبوع الماضي حول خيار المدعووين إلى القاعة التي ستجري فيها المناظرة. فقد دعت كلينتون رجل الأعمال مارك كوبان الذي يملك فريق دالاس مافريكس لكرة السلة والذي يوجه انتقادات شديدة إلى ترامب. وتباهى كوبان في تغريدة بأن لديه مقعد في الصفوف الأمامية. وما كان من ترامب إلا الرد بأنه مستعد لدعوة جينيفر فلاورز، العشيقة السابقة لبيل كلينتون. وكتب ترامب في تغريدة: "إذا كان كوبان الغبي (من برنامج بينيفاكتور لتلفزيون الواقع) الفاشل يتباهى بأنه سيجلس في الصف الأمامي ربما علي أن اجلس جينيفر فلاورز إلى جانبه". وأعربت فلاورز عن استعدادها لذلك. في المقابل، لفت موك لشبكة "سي إن إن" إلى إن "ترامب يضيع ساعات على هذا النوع من المسائل قبل هذه المناظرة، دليل على أي نوع من القادة سيكون"، في إشارة إلى إنه غير مؤهل لتولي رئاسة الولاياتالمتحدة. من جهته، سعى مايك بنس مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس إلى التهدئة، مؤكداً خلال نشرات تلفزيونية، الأحد، إن فلاورز ليست مدعوة. وأوضحت مديرة حملة ترامب كيلي آن كونوار، إن ترامب "أراد التذكير بأنه قادر على رد الضربات"، وسخرت من حملة كلينتون التي "وقعت في الفخ بسهولة". يقول العديد من المحللين، إن المناظرات لا تساعد المرشحين على الفوز لكن يمكن أن تكون السبب في خسارتهم. فأي هفوة حتى لو كانت جملة واحدة يمكن أن تلحق أضراراً جسيمة بحملتهم. سيتعين على كلينتون أن تثبت بالإضافة إلى خبرتها بأنها جديرة بالثقة، أما ترامب فبأنه يتمتع بالشخصية اللازمة ويركز مستشاروه على ضرورة أن يلزم الهدوء. وتشمل المناظرة ثلاثة مواضيع هي "إدارة الولاياتالمتحدة وتحقيق الرخاء وضمان الأمن"، على أن تخصص 30 دقيقة لكل من هذه المواضيع. وأظهر استطلاع أجرته "واشنطن بوست" و"أيه بي سي نيوز"، الأحد، أن كلينتون لديها 46 في المائة من نوايا التصويت في مقابل 44 في المائة لترامب إذا تنافسا مع مرشحين اثنين آخرين أقل أهمية، وإن هذه النسبة ترتفع إلى 49 في المائة و47 في المائة تباعاً إذا كانا يتنافسان بمفردهما. وتجري مناظرتان أخريان في 9 و19 أكتوبر يديرهما صحافيان آخران.