لقي أمس 58 سجينا مصرعهم في حريق بسجن ''المنستير''، شرقي تونس، بينما فر عشرات السجناء. وأفاد شهود عيان بأن العشرات قتلوا في سجن المهدية وسط البلاد بعد اقتحامه. وذكر مصدر طبي أن عدد الضحايا قد يصل إلى أكثر من ,58 مشيرا إلى أن مستشفى ''المنستير'' استقبل في الساعات الأولى من صباح أمس دفعة من الضحايا والجثث المتفحمة. وحول أسباب الحريق الذي شب في السجن، قال الكاتب العام في مستشفى ''الصحة'' خليفة ركباني إن بعض الأنباء تحدثت عن إشعال السجناء النار في البطانيات من أجل الفرار. فيما تحدثت أنباء أخرى عن تدخل جهات أمنية في الموضوع، مضيفا أن السجناء فروا بالكامل من السجن بعد إشعال الحريق فيه. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي ساد هدوء حذر وغموض المدن التونسية بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد، فيما لوحظ انتشار أمني كثيف. وقتل مواطن تونسي أمس في احتجاج سبق نقل مهام الرئيس لرئيس البرلمان. ولا تزال موجة الانفلات الأمني مستمرة في مناطق عدة، حيث تسود حالة من الفوضى داخل سجن ''المرناغية'' و''المنستير'' في مدينة بورفيبة، كما أن أملاك أقارب للرئيس السابق زين العابدين بن علي في قرطاج؛ تعرضت لأعمال عنف وهجمات، حيث تبين أن بعض الذين ألقي القبض عليهم بعد أعمال التخريب والفوضى؛ أنهم ينتمون للأجهزة الأمنية. وكان محمد الغنوشي القائم السابق بأعمال الرئاسة التونسية، أصدر تعليماته لقوات الجيش التونسي بالتدخل لوقف أعمال الانفلات الأمني التي شهدتها بعض المدن بعد أن أجبر الرئيس زين العابدين بن علي أول أمس على التنحي ومغادرة البلاد التي حكمها 23 عاما. من ناحية أخرى، أطلق المواطنون التونسيون نداءات استغاثة للجيش مطالبين إياه بالتدخل لحمايتهم من حوادث الانفلات الأمني. وانتشرت قوات الجيش في المناطق الحيوية بالعاصمة التونسية وفرضت سيطرتها على المطار وأغلقت المجال الجوي للبلاد. وقال سكان في عدة مناطق بالعاصمة التونسية إن جماعات إجرامية تجوب الأحياء وتقوم بإشعال النار في مبان وتهاجم الناس والممتلكات، وشوهد أفراد من الشرطة بالزي المدني يعتقلون بعض الأشخاص. ورد العديد من الشهود معظم أعمال العنف هذه إلى ''مليشيات'' الحزب الحاكم، التجمع الدستوري الديمقراطي، الغاضبين من فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وذلك بهدف زعزعة استقرار البلاد.