انفلات أمني وعمليات نهب وتخريب ومقتل العشرات في اقتحام لسجون بتونس شهدت تونس منذ ليلة الجمعة الى السبت انفلاتا أمنيا خطيرا تخللته عمليات نهب وتخريب واسعة عبر كثير من مدن البلاد تزامت مع مغادرة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي البلاد ولجوئه الى السعودية. وأعلن التلفزيون التونسي تعرض خمسة أحياء بالعاصمة لعمليات نهب، وبث نداءات استغاثة لمواطنين تعرضوا لسلب ممتلكاتهم، كما تعرضت العديد من المراكز التجارية في عدة مدن للسرقة والتخريب ولم تسلم محطات الوقود من عمليات النهب ما أدى إلى نقص كبير في الإمدادات. وحسب بعض المصادر والشهادات فإن أغلب عمليات النهب والسلب والتخريب التي جرت على وجه الخصوص في العاصمة، قامت بها " عصابات ملثمة" وأشارت بعض المصادر الأخرى الى ميليشيات مجهولة تستعمل سيارات بلوحات ترقيم زرقاء. وفي خضم هذا الانفلات الأمني قتل 42 شخصا في احتراق سجن في محافظة المنستير، وفر العشرات من السجناء، ويعد هذا الحادث الأعنف والأكثر دموية منذ اندلاع انتفاضة الشارع التونسي قبل شهر، وأشارت تقارير إعلامية أخرى الى هلاك عشرات السجناء في محاولة لاقتحام سجن المهدية في الوسط الشرقي للبلاد. كما تعرضت سجون أخرى لمحاولات هجوم على غرار سجن مرناغية قرب العاصمة وسجن القصرين بالوسط الغربي. وقام الجيش باطلاق سراح السجناء بالقصرين في محاولة لتوفير الحماية لهم عقب تلقي نداءات استغاثة من أسرهم. وحسب شهود عيان، فإن أعمال نهب وسرقة طالت منازل بعض أقارب الرئيس التونسي بما فيها منزل الشقيق الأصغر لزوجته عماد الطرابلسي، وتعرضت أكبر معارض السيارات في العاصمة التونسية للنهب، وهي مملوكة لمحمد صخر الماطري زوج ابنة الرئيس المخلوع. واطلق العديد من سكان العاصمة ومدن أخرى عبر التلفزيون نداءات طالبوا فيها بتدخل الجيش لحمايتهم من عصابات تقوم بأعمال نهب وتخريب. ووضع الجيش تحت تصرف المواطنين رقم هاتف للتبليغ عن أية اعتداءات وبثت مروحيات عسكرية عبر مكبرات للصوت نداءات تطلب من المواطنين الهدوء والبقاء في منازلهم.كما سارع الجيش الى إقامة نقاط تفتيش أمنية في محاولة لإيقاف عمليات النهب والحد من الفلتان الأمني. ويلاحظ أن الكثير من اللجان التي شكلها المواطنون التونسيون ساعدت الجيش في حماية الممتلكات العمومية والخاصة.وفي ظل عدم استقرار الأوضاع بتونس تواصلت أمس عمليات ترحيل السواح الأجانب بعدما أعيد فتح المجال الجوي عبر مختلف المطارات، ويكون حوالي 5 آلاف سائح ألماني قد تم ترحيلهم أمس.