يعتبر زين العابدين بن علي، وهو من مواليد الثالث سبتمبر 1936 بمدينة ''حمام سوسة''، الرئيس الثاني للجمهورية التونسية، حيث تولى الرئاسة في السابع نوفمبر 1987 بعد ''انقلاب أبيض'' أطاح بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي كان يعاني من الشيخوخة، حيث خرج بن علي آنذاك من عباءة بورقيبة، وأطل على شاشة التلفزيون بشعره المصفف بعناية والمضمخ بالزيت والمصبوغ. وفي تلك الليلة قرر أن يقصي والده الروحي بورقيبة كما كان يسميه، مستندا إلى بند دستوري يجيز إعفاء الرئيس بسبب ''العجز عن الحكم''، فيما سمي حينها ''الانقلاب الطبي''. وتابع بن علي دراسته في المعهد الفني بسوسة، والتحق بالجيش سنة 1958 ثم واصل تكوينه العسكري بأحد المعاهد العسكرية في مدينة ''سان سير'' بفرنسا. وتولى عدة مهام فعمل ضابطا في أركان الجيش حين تم تأسيس إدارة الأمن العسكري سنة ,1964 ومديرا عاما للأمن الوطني سنة .1977 وعين سفيرا في بولندا سنة ,1980 وتولى مجددا الإدارة العامة للأمن الوطني سنة ,1984 كما عين وزيرا للأمن الوطني سنة .1985 وأصبح عضوا في الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري سنة ,1986 وأمينا عاما مساعدا للحزب ثم أمينا عاما للحزب بعد ذلك. وعين وزيرا للداخلية في حكومة رشيد صفر ثم عوضه كوزير أول، مع الاحتفاظ بوزارة الداخلية سنة .1987 من ناحية أخرى، تولى بن علي رئاسة تونس في 7 نوفمبر ,1987 وانتخب رئيسا للجمهورية في انتخابات سنة 1994 و.1999 وفي 2002 أجرى تعديلا دستوريا مكنه من الترشح لفترة رئاسية جديدة سنة 2004 وفاز فيها ب94,4%، ثم ترشح مجددا في 2009 لولاية خامسة وفاز بنسبة 89,62% من أصوات الناخبين.
كبت أنفاسا. وحكم بالحديد والنار عرفت الفترة التي تقلد فيها بن علي زمام السلطة بتوترات سياسية واقتصادية أبرزها تصاعد الاتجاه الإسلامي والصراع على السلطة أواخر أيام بورقيبة. ورغم ذلك عرفت البلاد في عهده نموا اقتصاديا وصنفت تونس مرات عدة الأولى إفريقيا في التنافسية الاقتصادية ومعدلات النمو حسب أرقام هيئات دولية مستقلة. غير أن هذا النجاح الاقتصادي لم يخف انتقادات لنظام بن علي من قبل الهيئات الحقوقية الدولية إزاء انتهاكات حقوق الإنسان وقمع المعارضين وفرض رقابة شبه كلية على الإعلام وحرية التعبير. وتتهم عدة منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات إضافة إلى وسائل إعلام غربية عديدة، بن علي بأنه دكتاتور، وقد وضع سنة 1998على قائمة أسوأ عشرة أعداء لحرية الصحافة في العالم. ومنذ أواخر عام 2010 وحتى الآن، تشهد البلاد أول أزمة في فترة حكمه وصفت بالأخطر في تاريخها بعد تصاعد الاحتجاجات والتحركات الشعبية في كامل تراب الجمهورية أوقعت عشرات القتلى والجرحى، تنديدا بالبطالة والفساد والمحسوبية. حياته الخاصة تزوج بن علي من نعيمة الكافي سنة 1964 وأنجب منها ثلاث بنات هن غزوة زوجة رجل الأعمال سليم زروق، ودرصاف، زوجة رجل الأعمال والإداري الرياضي الشهير سليم شيبوب، وسيرين زوجة رجل الأعمال مروان مبروك. وفي سنة 1980 تعرف بن علي على ليلى طرابلسي عندما كان وزيرا للداخلية، ليتزوجها بعد أن طلق زوجته الأولى نعيمة سنة .1988 وأنجب بن علي من ليلى بنتين وولدا. نسرين متزوجة منذ 2004 من رجل الأعمال محمد صخر الماطري نجل الضابط منصف الماطري الذي حكم عليه بالإعدام ثم عفي عنه بتهمة التخطيط لاغتيال بورقيبة سنة .1962 وفي 1992 رزق بن علي بابنته الثانية من ليلى، حليمة. وفي فيفري 2005 رزق بن علي بأول ابن وهو محمد زين العابدين.