المنتخب الوطني أصبح قضية قومية، ومحور اهتمام الشعب الجزائري ، الذي لا تهمه أخبار السياسة والاقتصاد مقارنة مع أخبار روراوة والمدرب الجديد ، مئات الآلاف من المشاهدات والتعليقات والمشاركات لأخبار زملاء محرز وسليماني في مقابل تجاهل تام لأخبار الأحزاب ونشاط الحكومة والجمعيات! طبعا هذا راجع إلى النجاحات التي حققها الخضر منذ التأهل للمونديال سنة 2010 على حساب مصر، إلى الوصول إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل والإقصاء بصعوبة أمام ألمانيا بطلة العالم ، فكان أحسن منتخب عربي وإفريقي، وهو إنجاز أعاد الأمل للجزائريين في ضل أوضاع اقتصادية وسياسية مخيبة ، وفي ضل تراجع اجتماعي ملموس فكان المنتخب الشيء الجميل الذي ينسينا واقعنا المر . هل تقترب الجزائر من ظاهرة ليبيريا حين خرج الشعب برمته للمطالبة بترشح اللاعب الكبير جورج ويا للرئاسة والذي خسرها في جولة الإعادة في ضل حديث كبير عن التزوير وانه الفائز الحقيقي ! وهو اليوم يقود أكبر حزب معارض . كان جورج ويا نجم الميلان الرجل الوحيد الذي يبعث الفرح في نفوس الشعب الليبيري الخارج من أتون حرب أهلية دامية ، والغارق في بحر الأزمات الاقتصادية، فهو لاعب ناجح من طراز عالمي ، وبقعة ضوء في ظلام التخلف والفقر ، فمنحه الشعب ثقته ورأى فيه مخلصا من أوضاعه الرديئة. الجو العام في الجزائر هذه الأيام رياضي بامتياز، مع انتشار أحاديث المنتخب الوطني في المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي، وكأن أكبر كارثة يخشاها الشعب اليوم ليست سياسية ولا أمنية، ولا حتى اقتصادية .. الكابوس الحقيقي هو عدم التأهل للمونديال في 2018 ! وهو أمر تعرفه الدولة جيدا، لذلك ستعمل المستحيل من أجل تأهل الخضر . ماذا كان ليحدث لو اهتم الجزائريون بالأوضاع العامة في مختلف المجالات كاهتمامهم بأخبار المنتخب؟ ماذا كان ليحدث لو تعرض المسئولون في الصحة والتعليم وغيرها للمتابعة الدقيقة والمراقبة الشعبية اللصيقة كما يحدث مع رئيس الفاف محمد روراوة الذي تتجه إليه اليوم أنظار الجزائريين ، تترقب قراراته المصيرية بشأن المدرب الجديد ، أكثر من انتظار قرارات سلال وحكومته بشأن سكنات عدل والرواتب، أو حتى أسعار المواد الغذائية في قانون المالية الجديد! للتواصل مع الكاتب من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": https://www.facebook.com/anes87 أو من خلال البريد الإلكتروني: [email protected]