ذكرت مصادر أمنية ل"البلاد" أن قوات الشرطة لأمن ولاية تيارت اعتقلت المتهم الرئيس في شبكة النصب والاحتيال على الراغبين في السفر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج للموسم الأخير، وذكر المصدر أن العقل المدبر للعصابة البالغ 49 سنة تم القبض عليه ببلدية باش جراح التابعة لدائرة الحراش شرق الجزائر العاصمة بعد إجراءات تمديد الاختصاص الأمني، ليصل عدد الموقوفين المشتبه بتورطهم ضمن العصابة إلى ثلاثة أشخاص، بينهم موقوفان جرى وضع اليد عليهما منذ 20 يوما ببلدية قصر شلالة بولاية تيارت. وتفيد المعطيات المتوفرة لدينا أن المتهم المعتقل مؤخرا بالعاصمة كان محل مذكرة بحث وطنية بتهمة النصب والاحتيال على الطامحين إلى شد الرحال لمكة المكرمة، وبينت الأبحاث الأولية أن هذا الأخير استلم رفقة شريكيه ما يناهز 1 مليار سنتيم من قبل 20 شخصا قدموا من مناطق مختلفة معظمهم من ولاية سطيف بمعدل 50 مليون سنتيم للفرد الواحد بنية الحصول على تأشيرات الدخول إلى أراضي المملكة العربية السعودية. وتكشف المعلومات عن أن الشريكين الموجودين رهن الحبس المؤقت على ذمة التحقيق بأمر صادر عن قاضي تحقيق محكمة قصر شلالة، يكونا أبلغا هيئة التحقيق بهوية العقل المدبر للشبكة الذي كان يدير وكالة أسفار وهمية، ويشتبه في حصوله شخصيا على الأموال غير المستحقة من الضحايا بشقة تقع داخل عمارة بمدينة قصر شلالة، بمساعدة شريكيه، ولم يخف المصدر أن هذا الأخير الموقوف بناء على تعليمة نيابية كان يزور تيارت مرة في الأسبوع للحصول على مبلغ يزيد عن 500 ألف دينار جزائري من الفرد الواحد الراغب في زيارة البقاع المقدسة. وأفادت بعض تسريبات محضر الضبطية القضائية، أن المتهمين في قضية الحال قاموا بتأجير شقة لإنجاح مخططهم الماكر الذي انطلق أياما بعد افتتاح موسم الحج، حيث كان نفذ أفراد العصابة جل أفعال الاحتيال للإيقاع بضحاياهم من خلال إيهامهم بالقدرة على تمكينهم من تأشيرات "مجاملة" من السفارة العامة للمملكة العربية السعودية بالجزائر، وتوصلت الأبحاث إلى أن المتهم الرئيسي في العصابة كان يضلل الضحايا بوجود علاقة قوية تربطه بدبلوماسي سعودي يشتغل في السفارة وأن قيمة التأشيرة الواحدة تتطلب دفع ما يقرب من 3000 دولار للواحد بما يعادل 50 مليون بالعملة الوطنية، وهو ما حفز الضحايا بتسليمه أموالهم بالتواطؤ مع الموقوفين 39 و50 سنة على التوالي، لكن بعد تسليم المبالغ تم القيام بتحديد مواعيد وآجال ووعود انتهت في الأخير بإغلاق جميع الاتصالات الهاتفية في وجوه الضحايا، وتبين أن الوعود ما لبثت أن تبخرت وسقطت أحلام الضحايا في الحج. وحسب ما توافر من معلومات، فإن عملية تفكيك أفراد العصابة، جاءت على إثر شكوى قدمها ضحايا من ولاية سطيف إلى مصالح أمن دائرة قصر شلالة التي أخطرت بدورها الجهات القضائية بتفاصيل القضية، حيث تم اعتقال الشريكين "س س« و«أ ب ح« في بادئ الأمر بناء على مواصفات قدمها الضحايا، ليتم بعدها اعتقال المتهم الرئيسي الذي أجمع الضحايا على أنه السبب في انسياقهم وراء وعودهم التي كلفتهم بتسديد ما يقارب 10 ملايين دينار له بشكل إجمالي.