غريب أمر محمد روراوة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والذي على ما يبدو اختلطت عليه الأمور في الفترة الأخيرة بسبب ضغوطات اللاعبين أولا والتي دفعته لإقالة راييفاتس، قبل أن يمر للسرعة القصوى لاختيار مدرب جديد للنخبة الوطنية يكون قادرا على حملها لبر الأمان، غير أن اختيار الرئيس هذه المرة كان شبيها باختيار المدرب راييفاتس، كيف لا وهو الذي أعاد من جديد البلجيكي ليكنس للمنتخب الوطني، وهو مدرب أقل ما يمكن القول عنه أنه من المستوى الثاني ولم تكن له مغامرات مع أندية كبيرة أو منتخبات قوية. كما أن ألقابه تعد على أصابع اليد الواحدة والأغرب من كل هذا أنه حتى مروره مع المنتخب التونسي كان قصيرا ولا يتعدى السنة الواحدة قبل أن يتم فض الشراكة معه بعد أمم إفريقيا 2015 اعتبرها التونسيون متوسطة بكل المقاييس ما دفعه للتخلي عنه بسرعة البرق بسبب خياراته الفنية المتواضعة. ويرى الشارع الرياضي سواء في تصريحاتهم أو حتى تعليقاتهم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، أن المنتخب الحالي وصل لمستويات عالية ويضم لاعبين كبار يستحقون مدربا من العيار الثقيل وليس مدربا من الصنف الثاني ليس له باع في تحقيق الألقاب وتدريب المنتخبات الكبيرة. كما أن شخصية المدرب تثير القلق بدورها كيف لا وهو المدرب الذي عرف عنه الهدوء وعدم فرض سيطرته على المجموعة وهو ما يطرح تساؤلات عديدة، خاصة في ظل وجود تكتلات حاليا في النخبة الوطنية.
البلجيكي غادر الخضر سنة 2003 بعد أن فتح النار على الجزائر ويتذكر الكثيرون أن تجربة ليكنس الأولى مع الخضر كانت متواضعة، حيث أشرف على المنتخب لمدة ستة أشهر كاملة وأهلهم لكان 2004 بتونس في مجموعة متواضعة جدا، لكن الغريب في الأمر أن البلجيكي وعند مغادرته للمنتخب فتح النار على الجزائر والاتحادية الجزائرية، بسبب نقص الموارد المالية في تلك الحقبة السوداء من تاريخ الفاف.
لهذه الأسباب تسرّع روراوة في اختيار البلجيكي يرى الكثيرون أن رئيس الفاف تسرع في اختيار ليكنس على رأس العارضة الفنية، لا سيما وأن المعني لم يسبق له وأن درب منتخبات كبيرة وبأسماء لامعة تلعب الأدوار الأولى، غير أن ضيق الوقت وقيمة المدرب المالية وحتى إتقانه للغة الفرنسية دفعت رئيس الفاف لهذا الاختيار.
تصريحات الفنيين ل "البلاد": حسين ياحي: "ليكنس ليس الرجل المناسب حاليا" قال الدولي السابق، حسين ياحي، إنه لم يفهم اختيار الاتحادية للبلجيكي ليكنس وعلى أي معايير تم وضع اسم هذا المدرب على رأس العارضة الفنية للخضر، مشيرا إلى أن النخبة الوطنية وصلت مستوى كبيرا على المستوى العالمي وكان الأجدر التعاقد مع مدرب كبير وليس العودة لمدرب سبق وأن أشرف على الخضر وأخفق بنسبة كبيرة، وهي مسألة يقول اللاعب الدولي السابق تفتح الباب من جديد حول معايير اختيار المدربين في الجزائر.
نصر الدين دريد:"تفاجأت كثيرا بهذا الاختيار" من جانبه أشار الحارس الدولي السابق، نصر الدين دريد، إلى أنه تفاجأ بعد أن علم أن المدرب الجديد للنخبة الوطنية هو البلجيكي جورج ليكنس، مشيرا إلى أنه لا أحد كان يتوقع أن يكون اسم المدرب على رأس العارضة الفنية، لكن يتوجب انتظار ما سيفعله مع الخضر وليس فتح النار عليه بشكل مسبق، يقول الحارس الدولي السابق.
محمود ڤندوز: "في الجزائر مدربون أحسن من ليكنس" أكد محمود ڤندوز، المدافع الصلب في المنتخب الوطني لكرة القدم، أن تعيين المدرب ليكنس على رأس الخضر يطرح العديد من التساؤلات حول قيمة المدرب وإنجازاته وما سيقدمه للمنتخب الوطني في قادم الأيام، مشيرا إلى أن هناك في الجزائر مدربين أحسن من هذا المدرب وقادرين على أخذ المشعل دون أي مشكل.
محمد ميهوبي: "ليكنس ليس من النوع الذي يخاف اللاعبين، وروراوة أحسن الاختيار" قال المدرب محمد ميهوبي، في تصريحات له للإذاعة الوطنية، أمس، إن تواجده ضمن الطاقم الفني الوطني السابق الذي قاده المدرب البلجيكي جورج ليكنس خلال فترة جانفي إلى جويلية 2003، يجعله يؤكد على أن المعني خيار موفق، قائلا: "ليكنس شخص طيب ويدرك جيدا عمله، علاقته كانت طيبة مع الجميع بما في ذلك أعضاء الطاقم الطبي للخضر" كما عاد ميهوبي إلى ملابسات رحيل البلجيكي من العارضة الفنية ل"الخضر" ذلك الموسم: "في تلك الفترة ليكنس كان يعود إلى بلجيكا في العديد من المرات خلال الأسبوع الواحد، بسبب الحالة الصحية التي كانت تتواجد عليها زوجته، أتذكر أنه أرسل لي البرنامج التدريبي قبل مواجهة التشاد التي كانت الأخيرة له على رأس الخضر، بعد أن جلس مع رئيس الإتحادية الجزائرية وطلب منه فسخ العقد بالتراضي لأسباب عائلية" كما عرج المدرب السابق لأمل الأربعاء على مسألة الانضباط والصرامة في العمل التي يتميز بها البلجيكي، مدافعا عن زميله في الطاقم الفني ل"الخضر" آنذاك، مشيرا إلى أن الانتقادات التي وجهت له بخصوص عدم قدرته على التحكم في المجموعة أمر لا أساس له من الصحة ".