تبنى ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا باسم "داعش" العملية الإرهابية التي نفّذتها أيادي الغدر في حق الشرطي بوكعبور عمر ليلة الجمعة إلى السبت وسط مدينة قسنطينة. وأعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي أن "مسلحين قاموا بإطلاق أعيرة نارية على حافظ شرطة واستولوا على مسدسه". وتعرض محافظ الشرطة عمار بوكعبور ليلة الجمعة إلى السبت، للاغتيال بوابل من الرصاص من داخل مطعم بحي الزيادية بأعالي قسنطينة من طرف ثلاثة عناصر إرهابية، عندما خرج لتناول وجبة العشاء. وشيعت عصر السبت، جنازة الفقيد في المقبرة المركزية بقسنطينة في أجواء مهيبة بحضور جموع غفيرة من المواطنين وممثلي السلطات المدنية والأمنية والعسكرية. ونشرت المديرية العامة للأمن الوطني، تعزية من المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل لأسرة الفقيد. وبالموازاة، تواصل قوات عسكرية كبيرة في الناحية العسكرية الخامسة حملة تمشيط واسعة النطاق لملاحقة جماعة "سرية الغرباء" التي أعلنت خلال شهر جويلية الماضي ولاءها لتنظيم "داعش". وكشف مصدر أمني رفيع أن قوات برية وجوية كبيرة تشارك في العملية العسكرية التي تهدف إلى منع هذه الجماعة من نقل نشاطها إلى مناطق جديدة ومنعها من الحصول على إمدادات بالسلاح والإرهابيين. ورغم أن التقارير الأمنية تشير إلى أن الجماعة الإرهابية الجديدة المنشقة عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تتواجد حاليا في منطقة الشرق وبأعداد قليلة، إلا أن الضرورة العملياتية فرضت على الجيش نشر قوات كبيرة في مناطق عدة في ولايات مختلفة على الحدود مع الجارة تونس، من أجل منع الجماعة الإرهابية الجديدة من الحصول على إمدادات بالسلاح أو احتمال وصول متطوعين أجانب وجزائريين إليها. وقال مصدر أمني إن العملية العسكرية الجارية هي عبارة عن تكثيف العمل بالمخطط الأمني لمكافحة الإرهاب في مختلف المناطق المهددة بنشاط الجماعات الإرهابية، حيث يتم رفع تعداد القوات التي تنفذ عمليات التمشيط العادية والكمائن الليلية والغارات بالطائرات المروحية، ورفعت القيادة العسكرية تعداد القوات التي تشارك في عمليات مكافحة الإرهاب في المثلث القريب من قسنطينة وسكيكدة وجيجل، كما رفع تعداد القوات في مناطق قريبة من الحدود الشرقية وممرات الإمداد بالسلاح التي تمتد من جبال بودخان وبني صالح والماء الأبيض في ولايات خنشلة والطارف وتبسة.