تم يوم الأحد بمقر سوناطراك بالعاصمة، الإمضاء على اتفاقية بين شركة صينية مختصة في صيانة مصانع التكرير البترولي وشركة سونطراك، من أجل إنجاز أشغال التهيئة وصيانة معمل تكرير البترول في سيدي رزين الواقعة ببلدية براقي، أين تهدف سوناطراك من خلال هذا العقد إلى زيادة كميات النفط المكرر وتطوير مستويات إنتاجها من الصناعة التكريرية، ومن أجل خفض فاتورة واردات الجزائر من المشتقات النفطية على رأسها الوقود الذي يكلف الخزينة أموالا باهظة، حيث ستحل الشركة الصينية محل الفرنسية "تكنيب" التي انتهى عقدها ولم يجدد، أين ستحمل الشركة الصينية على عاتقها مهمة صيانة وإعادة هيكلة مصفاة البترول سيدي رزين وعودتها إلى النشاط ورفع إنتاجها بعد توقف دام لأكثر من سنة، حيث تمكن هذه الخطوة من أن تقلص من نسبة واردات الجزائر من مشتقات النفط، على رأسها البنزين والمازوت. وفي قراءة لما بين السطور لانسحاب الشركة الفرنسية واستخلافها بشركة صينية يظهر جليا أن الاقتصاد الصيني أصبح أكثر حضورا في الآونة الأخيرة والعلاقات الاقتصادية أصبحت أكثر متانة مع الجزائر مقابل الحضور الفرنسي، حيث إن شركة "طوطال" دخلت في صراع وتحكيم دولي مع سوناطراك وخسرته مؤخرا قبل أن تنسحب من السوق الجزائرية، في حين أن شركة "تكنيب" لم يجدد عقدها للصيانة بمصنع سيدي رزين رغم أن العملية تمت ضمن صفقة مفتوحة، لكن عدم التجديد له عدة دلالات، إلى جانب هذا تعاني شركة صانوفي للأدوية مشاكل وعراقيل أخرى مع مصنع لافارج منها مشاكل العمال وغيرها من المشاكل التي تواجه المؤسسات الفرنسية في المدة الأخيرة في الجزائر، ويوازيه تصعيد في التصريحات السياسية ضد فرنسا وماضيها الاستعماري في الجزائر وكذا اللوبي الفرنسي بالجزائر. من الجهة المقابلة، يلاحظ فوز الشركات الصينية بمشاريع منها المحروقات. كما فازت بمشاريع تخص بناء مسجد الجزائر الأعظم، كما أن الصين أهدت قاعة الأوبرا للجزائر كانت محل زيارة وتدشين من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب مواصلة عمل الشركات الصينية في الجزائر رغم العراقيل الإدارية، هذا الأمر يصفه المتابعون أنه يدخل في إطار التكتلات الاقتصادية التي تريد الجزائر انتهاجها مستقبلا، حيث يستشف أن العلاقات الصينيةالجزائرية في المدة الأخيرة أصبحت أكثر ارتباطا ببعدها الاستراتيجي وخاصة أن الصين تعول على ولوج السوق الإفريقية. من جانب آخر، كشف تقرير صدر عن مؤسسة "غلوبال تشاينا أنفست" مجموعة الصين للاستثمار عن إبرام الصين ل29 اتفاقية اقتصادية خلال العشر سنوات الماضية، في الفترة الممتدة من 2005 إلى 2016، أين عقدت الصين صفقات اقتصادية في مختلف المجالات بقيمة 22,22 مليار دولار، خلال عشرية كاملة توزعت هذه العقود في الإنجاز، مجالات الطاقة الفلاحة والنقل والسياحة والعقار وكذا الترفيه، وأشار التقرير إلى أن أهم فترة سجلت فيها أكبر عدد من العقود هي الفترة الممتدة من 2011 إلى 2014، حيث تم خلالها إبرام 18 عقد شراكة أو إنجاز مشاريع ضخمة.