لمن الغلبة هذا الثلاثاء.. كلينتون "الواثقة" أم ترامب "الاستعراضي"؟ استطلاعات الرأي ترجح كفة هيلاري.. وخصمها عينه على "ولاية الشمس" مزيد من نجوم الغناء والرياضيين الأميركيين يعلنون دعمهم لهيلاري قبل ساعات من انتخابات رئاسية يتابعها العالم بأسره باهتمام بالغ، سابق مرشحا السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، الديموقراطية هيلاري كلينتون وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، الزمن سعيا لاجتذاب ما أمكنهما من الأصوات المتبقية. وتواصل كلينتون التي تأمل أن تخلف باراك أوباما وتصبح أول رئيسة في التاريخ الأميركي، جهودها حتى اللحظة الأخيرة، مع عقد مهرجان انتخابي أخير في كارولاينا الشمالية قبل ساعات قليلة من فتح مكاتب الاقتراع على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ودعت السيدة الأولى السابقة في تجمع انتخابي في فيلادلفيا الى التعبئة في «الشوط الأخير من السباق»، مبدية ثقتها ومتوقعة ان يوجه الناخبون رسالة واضحة في جميع أنحاء البلاد. واظهر اخر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» تقدما على المستوى الوطني لهيلاري بخمس نقاط على منافسها (48% مقابل 43%)، غير ان متوسط مختلف معاهد الاستطلاع تشير الى منافسة أشد بينهما. وفي مؤشر الى التوتر الذي يخيم على نهاية حملة شهدت الكثير من العدائية والهجمات الشخصية، تم إجلاء المرشح الجمهوري لفترة وجيزة خلال مهرجان انتخابي في نيفادا مساء امس الأول، بسبب وجود رجل اشتبه بأنه يشكل خطرا. لكن إن لم يتم العثور على أي سلاح في موقع الحادث، بحسب الجهاز السري المكلف أمن المرشحين، الا أن أحد أبناء ترامب، أعاد ارسال تغريدة تشير بدون عناصر ملموسة تؤكد محتواها، الى «محاولة اغتيال». وكان الرجل المشتبه به يرفع لافتة كتب عليها «الجمهوريون ضد ترامب»، حيث بدأ الحضور بضربه وهو مطروح أرضا قبل أن يصيح أحد وسط الفوضى «سلاح»، ما حمل جهاز الأمن على التدخل، لكن تم اطلاق سراح الرجل لاحقا. وبعد إطلاق سراحه قال الرجل لمحطة (كيه.تي.في.إن-2) انه من أنصار الحزب الجمهوري وحضر الحشد للتعبير عن معارضته لترامب. وبقي المرشح الجمهوري المعروف ب«شعبويته» وفيا لخطه، رافضا استطلاعات الرأي حين لا تكون مؤاتية له ومستشهدا بها حين تكون إيجابية، وأكد لمؤيديه أن النصر في متناول اليد، وأعلن في دنفر السبت أنه «بعد 3 أيام، سنفوز بكولورادو وسنفوز بالبيت الأبيض». واكد ترامب الذي يعقد 4 تجمعات انتخابية اليوم، أنه في حال وصول كلينتون الى الرئاسة، سيكون الأمر «كارثة منذ اليوم الأول». وفي مؤشر ربما الى بعض التوتر في المعسكر الديموقراطي، أعلن فريق كلينتون عن مهرجان انتخابي في ميشيغن، اليوم، وهي الولاية التي حقق فيها اوباما نصرا سهلا في 2008 و2012، وعلق ترامب ساخرا «أعتقد أنها تهدر وقتها. بدل الذهاب الى ميشيغن، يجدر بها العودة الى منزلها والاستراحة». ويعول ترامب على أعداد المتقاعدين المقيمين في فلوريدا «ولاية الشمس»، فيما تسعى كلينتون لنيل اصوات المجموعة الناطقة بالاسبانية، وهي مجموعة ضخمة في هذه الولاية التي غالبا ما رجحت ميزان الرئاسة بناخبيها. في غضون ذلك، واصلت مجموعة كبيرة من النجوم دعم كلينتون، حيث شاركت المغنية الاميركية كايتي بيري مساء امس الاول في حفلة كبيرة في فيلادلفيا دعما لهيلاري. وكانت المغنية چنيفر لوپيز ابرز المشاركين في حفلة داعمة لكلينتون اقيمت في ميامي، كذلك ملأ عشرة الاف متفرج من محبي موسيقى الهيب هوب قاعة في كليفلاند لحضور حفلة مجانية احيتها بيونسيه ومغني الراب جاي زي اضافة الى مغني راب اخرين. ولم يعجب هذا الزخم ترامب، فرد مؤكدا «لست بحاجة إلى بيونسيه، لست بحاجة الى جاي زي»، معتبرا هذه الوسيلة «معيبة» للعملية السياسية. وفي السياق، دخل الراضيون على خط الانتخابات، إذ غالبا ما يؤيد قطاع سباقات السيارات (ناسكار) وكرة القدم الاميركية الجمهوريين، بينما يدعم لاعبو كرة السلة الديموقراطيين. ويدخل في لائحة الرياضيين المجاهرين بمناصرتهم لكلينتون كل من: ماجيك جونسون وستيفن كاري ومارك كوبان وكريم عبد الجبار (كرة السلة)، بيلي جين كينغ (التنس)، آبي وامباخ (كرة القدم)، وجيم براون (كرة القدم الأميركية). وفي الخارج، حرق سكان بلدة إدنبريدج جنوبي لندن دمية لترامب ضمن احتفالات «بونفاير نايت» السنوية. وأشعلت النار في الدمية التي يبلغ طولها 11 مترا خلال عرض للألعاب النارية في البلدة، وتظهر الدمية ترامب بشعره الأشقر الذي يشتهر به وهو يمسك بعنق منافسته هيلاري كلينتون من رقبتها ويرتدي سروال الملاكمين القصير الذي يحمل رسومات مكسيكية، وقال مصمم الدمية فرانك شيفرد «أعتقد أنه سيستمتع تماما».
في اللحظات الأخيرة للانتخابات لاتزال التوقعات معلقة دخلت حملات المرشحين الرئاسيين الأميركيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب مرحلتها الأخيرة بحمى من المؤتمرات والإعلانات التلفزيونية قلما شهدتها انتخابات رئاسية أميركية في العقود الأخيرة. ولا تنفرد هذه الانتخابات الرئاسية بحدتها والتباين الهائل بين مرشحيها فحسب بل إنها تتفرد بأمور كثيرة أخرى، فقد كشفت عن شرخ كبير في الجسم السياسي الأميركي حين تمكن مرشح من خارج الإطار السياسي بالمرة من العصف بكل منافسيه ممن ينتمون إلى مكونات أصيلة في الحياة السياسية الأميركية. وظهر ذلك واضحا مثلا بابتعاد المرشح الجمهوري السابق جب بوش عن السباق في مرحلة مبكرة بسبب ما تعرض له كشخص وبرنامج سياسي من هجوم رخيص شنه منافسه دونالد ترامب. كما أن هذه الانتخابات كانت الأكثر تعبيرا عن الهوة التي تفصل الطبقة السياسية الأميركية، إن جاز التعبير، عن الشارع، ذلك أن ظهور ترامب أوتقدمه على نحو أدهش العالم بل وأدهش الأميركيين أيضا لم يكن في حقيقته سوى انعكاس لهذا الانفصال واليأس قطاع من الأميركيين هم الأقل حظا من التعليم من ساستهم وعجز هؤلاء الساسة عن اتباع وسائل فعالة للتواصل مع شارعهم السياسي. فضلا عن ذلك فإن هذه الانتخابات حفلت بالتقلبات، فلم يمض شهر حتى كان هناك مرشح مختلف عن الشهر الذي سبقه يتصدر قائمة التوقعات. بل إن أحدا لا يستطيع أن يجزم بصورة قاطعة حتى الآن بأن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ستفوز غدا بالرغم من أن ذلك يبدو الاحتمال الأكثر ترجيحا حتى الآن على الأقل. ولم تأت كارثة إعادة فتح التحقيق في رسائل كلينتون الإلكترونية في الأيام الأخيرة إلا لتزيد من تعقيد التوقعات، فحتى السبت الماضي كانت فلوريدا وميتشيغان وأيوا وأهاويو وبنسلفانيا ومين ونورث كارولاينا وجورجيا وكلورادو ونيفادا وآريزونا بل ونيومكسيكو أيضا كلها ولايات معلقة لا يمكن الحسم بالاتجاه الذي ستصوت له. وتراجعت الحصة المضمونة لهيلاري في المجمع الانتخابي إلى 216 بعد أن كانت 268، كما ارتفعت حصة ترامب إلى 208 مقعدا ليصبح الفارق بينهما محلا للترقب حتى اللحظة الأخيرة. إلا أن هيلاري لاتزال متقدمة في المتوسط العام لنتائج استطلاعات الرأي العام بفارق يتراوح بين نقطتين وأربع نقاط. حرق دمية لترامب في احتفالات بونفاير البريطانية لندن - رويترز: أحرق سكان بلدة إدنبريدغ جنوبي العاصمة البريطانية لندن دمية للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب ضمن احتفالات بونفاير نايت السنوية. وأشعلت النار في الدمية التي يبلغ طولها 11 مترا خلال عرض للألعاب النارية في البلدة التي تبعد 50 كيلومترا إلى الجنوب من لندن. وتظهر الدمية ترامب بشعره الأشقر الذي يشتهر به وهو يمسك بعنق منافسته المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون من رقبتها ويرتدي سروال الملاكمين القصير الذي يحمل رسومات مكسيكية.