يحبس مسلمو فرنسا عامة والجزائريون خاصة أنفاسهم عشية الدور الثاني للانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي و التي ستجمع بين فرنسوا فيون وهو الأوفر حظا للفوز حسب الإستطلاعات و ألان جوبي ، ويفترق برنامج كل مرشح في قضايا الهجرة بشكل جوهري ، فبينما يميل فيون إلى سياسات يمينية متشددة للحد من الهجرة سواء الشرعية أو السرية ، يحافظ جوبي على سياسة أكثر توازنا تجمع بين إبقاء الأبواب مفتوحة على لم الشمل العائلي والهجرة الشرعية للإطارات والعمال والطلبة وبين محاربة الهجرة الغير شرعية . وكما درجت العادة احتل ملف الهجرة حيزا مهما في خاطب المرشحين ، وفي اهتمامات الناخب الفرنسي أيضا ، حيث لعب فيون بشكل كبير على وتر المخاوف من تداعيات الهجرة على قضايا الأمن والاندماج والهوية وحتى الاقتصاد ، واعدا بوضع سقف لأعداد المهاجرين وبفرض شروط صارمة تتعلق بإتقان اللغة والالتزام بالقيم الفرنسية لكل من أراد القدوم للعيش في بلاده ، كما إشترط في برنامجه الرئاسي على كل مهاجر الإقامة الشرعية لسنتين على الاقل قبل الاستفادة من المساعدات الاجتماعية ، ما يطرح سيناريو كارثي على مستقبل المهاجرين المسلمين والجزائريين في فرنسا ، أين تتصاعد المخاوف من تمكن فيون بالظفر بترشيح تيار اليمن وبالتالي يكون الأكثر حظا للفوز بمقعد الرئاسة في ظل هشاشة اليسار الفرنسي وإنقسامه . السياسات الصارمة لفيون تتعدى قضايا الهجرة لتشمل أيضا واقع مسلمي فرنسا ، حيث وعد بحظر كل التنظيميات الاسلامية سواء ذات الإنتماء السلفي أو الإنتماء الإخواني ، كما إقترح عدة إجراءات صارمة لمراقبة الممارسات الدينية للمسلمين، في تقارب واضح مع اليمين الفرنسي المتطرف، وقد ألف مؤخرا كتاب تحت عنوان "هزيمة الشمولية الإسلامية " (Vaincre le totalitarisme islamique) قال فيه إن "الغزو الدموي للأصولية الإسلامية في حياتنا اليومية يحضر لحرب عالمية ثالثة.. والسؤال الأهم اليوم هو معرفة كيف يمكننا هزيمة هذا التهديد الذي وضع فرنسا والفرنسيين هدفا له؟". وأضاف في السياق نفسه في حوار مع جريدة لوفيغارو الفرنسية نشر يوم 29 سبتمبر 2016 "أنا أقول إن العدو اليوم هو الشمولية الإسلامية"، وأضاف "لا توجد هناك مشكلة دينية في فرنسا، هناك مشكلة ترتبط بالإسلام".