ووري الثرى ظهر الخميس جثمان فقيد الأغنية الشعبية أعمر الزاهي بمقبرة القطار في الجزائر العاصمة في جو جنائزي مهيب وبحضور حشود من المحبين والمقدرين لعطاء الرجل على مدى سنوات عديدة. و قدم المشيعون من كل أنحاء الوطن لتوديع أيقونة الفن الأصيل بعد مسيرة خالدة واستثنائية وفريدة في عالم الأغنية الشعبية. وتوفي عميد أغنية الشعبي، مساء الأربعاء بمنزله بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 75 عاما. وكان الفنان المعروف قد دخل المستشفى شهر سبتمبر الفارط بالعاصمة بعد إصابته بوعكة صحية. وبدأ اعمر الزاهي -وهو أحد أعمدة الأغنية الشعبية العاصمية وإسمه الحقيقي اعمر آيت زاي- مسيرته الفنية مع نهاية الستينات. وعرف الفنان ببساطته وتواضعه وبإحيائه لحفلات عائلية على مر أكثر من خمسين عاما من مساره الفني. الرئيس بوتفليقة يؤكد أن الجزائر فقدت أحد أعمدة الغناء على مدى عقود بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية لأسرة الفنان اعمر الزاهي الذي وافته المنية ظهرم الأربعاءأكد من خلالها أن الجزائر فقدت برحيله أحد أعمدة الغناء على مدى عقود طويلة بحيثسيظل قدوة للمبدعين و معينا يمكنهم من المزاوجة بين الأصالة والحداثة. وكتب الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية "تلقيت بأسى وأسف نبأ انتقال المغفور له الفنان اعمر الزاهي إلى جوار ربه تعالى، هذا المبدع الذي أمضى حياته في خدمة التراث الموسيقي الوطني، أثرى المشهد الثقافي برصيد معتبر من الأغاني والألحان التي حفظها الجمهور وتمتع بها محبو الفن الشعبي". كما أكد رئيس الجمهورية بأن الفقيد كان من الفنانين الذين "تميزوا وأبدعوا روائع جميلة تنم عن فن أصيل, فغنى لشعراء الفحول, منتقيا الكلمة المؤثرة والحكمة البليغة والأداء الرفيع بما تطرب له الأذن ويسمو به الذوق". وتابع الرئيس بوتفليقة "لقد فقدت فيه الجزائر أحد أعمدة الغناء على مدى عقود طويلة, ولا شك في أنه سيظل قدوة للمبدعين و معينا يفيض عليهم ببدائع الفن ويمكنهم من المزاوجة بين الأصالة والحداثة. ولئن فقدناه اليوم فلن نفقد فنه الذي سنلمس أثره في الأجيال الجديدة مطربين كانوا أو فنانين". و ختم رئيس الجمهورية برقية التعزية بالقول "نسأل المولى الذي عمت رحمته العالمين أن يغدق عليه من خزائن رحمته ثوابا ومغفرة وأن يلهم أهله وذويه وكل الأسرة الفنية صبرا جميلا وسلوانا عظيما. وإذ أقف إلى جانبكم في هذا المصاب الجلل, أعرب لكم جميعا عن تعازي الخالصة و مواساتي الصادقة". "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". من هو عمر الزاهي؟ عمر الزاهي هو أحد رموز الغناء الشعبي الأصيل اسمه الحقيقي محمد أيت الزاهي من مواليد الفاتح جانفي عام 1941 بعين الحمام ولاية تيزي وزو ، اتنقل إلى الجزائر العاصمة و هو طفل صغير و استقر رفقة عائلته بحي الربوة بباب الوادي العريق أين تعلم ابجديات الفن فأصبح من رواده و كان يجيد العزف على عدة آلات موسيقية مثل القيتارة و المندول. ويتميز الزاهي برنة رائعة و صوت رخيم مما أهله لاعتلاء عرش الغناء الشعبي العاصمي و أبدع فيه بروائعه الجميلة منها :ا الخاتم، مريومة، يالوشام، بالصلاة على محمد، يا قاضي ناس الغرام، يالمقنين الزين... الخ