عمر الزاهي هو أحد رموز الغناء الشعبي الأصيل اسمه الحقيقي محمد أيت الزاهي من مواليد الفاتح جانفي عام 1941 بعين الحمام ولاية تزي وزو ، اتنقل إلى الجزائر العاصمة و هو طفل صغير و استقر رفقة عائلته بحي الربوة بباب الوادي العريق أين تعلم ابجديات الفن فأصبح من رواده و كان يجيد العزف على عدة آلات موسيقية مثل القيتارة و المندول. ولج المطرب الزاهي ميدان الغناء سنة 1963 بعد مقابلته للشيخ لحلو و محمد الإبراهيمي المعروف باسم الشيخ القبايلي، و من جملة الشعراء الذين تأثر بهم الفنان إبن مسايب إبن سهلة و إبن تريكي الشيخ الباجي يتميز الزاهي برنة رائعة و صوت رخيم مما أهله لاعتلاء عرش الغناء الشعبي العاصمي و أبدع فيه بروائعه الجميلة منها :ا الخاتم، مريومة، يالوشام، بالصلاة على محمد، يا قاضي ناس الغرام، يالمقنين الزين.... سجل أول أغنية له سنة 1968 بعنوان '' يا العذراء'' ثم تالتها أغنية '' يا المقنين الزين '' ، ورغم أداءه لعدد ضخم من القصائد المتميزة إلا أن أعماله لم تسوق في سوق الطرب إلا عددا قليلا منها. جعل الزاهي من موسيقى الشعبي سبب وجوده، فاختلى بقثارته فابتعد عن عالمه و عن هواجسه المادية فتقوقع في شرنقته و أضحى لا يجيد الكلام إلا مع آلته التي لا تفارقه أبدى ، فامتنع عن الظهور في مختلف الوسائط الإعلامية، كما رفض العديد من الدعوات التي وجهت له للمشاركة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تنظمها الجهات الوصية على القطاع الثقافي في الجزائر لأسباب نجهلها ، و اكتفى الزاهي بإحياء الأعراس العائلية وحفلات الختان وبعض القعدات الخاصة و رغم ذلك إلا أنه يحظى بشعبية واسعة و حضور قوي في أذهان عشاق و محبي الموسيقى الشعبية خاصة في العاصمة و يعد من ألمع نجوم الفن في الساحة الفنية الجزائرية بلا منازع و يعتبر الزاهي المعروف بتواضعه و حيائه الشديد الأكثر شعبية و موهبة في عصره لغزا حقيقيا في عالم الموسيقى الجزائرية .