أعلنت لجنة تحكيم "مُسابقة أسيا جبار للرواية"، في أمسية جمعت رُواد الأدب والثقافة، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات معروفة، عن أسماء الفائزين بالجوائز بالدورة الثانية التي تحملُ إسم الروائية أسيا جبار، والتي تُمنح لأحسن عمل روائي مكتوب باللّغات العربية، الأمازيغية والفرنسية. وفاز سمير قسيمي في الرواية المكتوبة باللّغة العربية عن روايته "كتاب الماشاء"، الذي أوضح على هامش حفل تسليم الجائزة الكبرى بالمركز الدولي للمُؤتمرات "عبد اللطيف رحال "، أنها "تكملةٌ لرواية "هلابيل". وتوِّجت ليندة كوداش بجائزة اللّغة الأمازيغية عن روايتها " تامشاهُوت تنغارُوث " أو القصة الأخيرة التي تروي قصة " شابحة " وهي شاعرة قبائلية قررت رواية مشوارها من خلال سردهاَ الأخير، فيما عادت الجائزة في اللّغة الفرنسية للكاتب جمال ماتي عن روايته "يوكو و أناس البرزخ"، الصادرة عن دار النشر الشهاب، حيث تطرق فيها إلى مأساة الهجرة السرية من خلال جلسة سيكولوجية مُغلقة عاشها زوجان قديمان في شقة بالجزائر العاصمة بعد وفاة طفلتها غرقا في البحر. وأوضحت رئيسة لجنة التحكيم الجامعية نجاة خدة أن 76 عملا روائيا من مُختلف دور النشر الوطنية، قد تنافسوا على المراتب الثلاثة للجائزة الكبرى آسيا جبار، كما اعتبرت أيضا أن هذه الجائزة إلى جانب جوائز أخرى غالبا ما تبرز الإبداع الأدبي الجزائري، وكلها "لَبَنَاتٍ" في طريق"بناء أمة جزائرية عصرية و مُتمسكة في الوقت نفسه بقيمهما الحضارية العريقة" و هي النظرة التي طالما حملتها روايات آسيا جبار. وتبلغ قيمة الجائزة الكبرى آسيا جبار للرواية التي ترعاها كل من وزارتي الثقافة والاتصال وتنظمها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية " إيناغ " 1.000.000 دينار لكل لغة. وفي طبعتها الأولى سنة 2015 منحت جائزة اللّغة العربية لعبد الوهاب عيساوي على روايته "سييرا دي مورتي" بينما نال رشيد بوخروب جائزة اللّغة الأمازيغية عن عمله "تيسليت نوغانيم", وحاز أمين آيت الهادي جائزة اللغة الفرنسية عن نصه "ما بعد الفجر". وتعتبرُ آسيا جبار، قامة أدبية وفكرية، إذ يتفقُ جميع المُتابعين لكتاباتها، على أن نصوصها لا تخلو من الطابع الإنساني المتوفر بكثافة في مُختلف الأشكال الأدبية التي كتبت فيها من مقالات صحفية، رواية، مسرح، وأفلام وثائقية، وقد ركزت في أغلب أعمالها الأدبية، وحتى أفلامها على الشخصيات النسائية المكافحة أو المناضلة في سبيل التحرير فمزجت بين الذاكرة والتاريخ، كما هو الحال في رواية " نساء الجزائر"، ورواية "ظل السلطانة " وغيرها من الأعمال التي خلدت إسمها في سماء الأدب الجزائري .