الرئيس بوتفليقة يعزي عائلة بختي بلعايب شُيع جثمان الفقيد بختي بلعايب، وزير التجارة، إلى مثواه الأخير بمقبرة الشراڤة بالعاصمة، وسط حضور رسمي وشعبي غفير، بعد صراع مع مرض عضال لم يمنعه من استكمال مهامه الحكومية إلى غاية الساعات الأخيرة من نقله على جناح السرعة لتلقي العلاج بفرنسا، غير أن ساعة الموت حانت ليعود الوزير بلعايب، مساء الجمعة، بعدما فارق الحياة، على متن طائرة خاصة. وتحت قطرات المطر وفي جو بارد، بدأت السيارات الحكومية للوزراء تتوافد تباعا على مقبرة الشراڤة غرب العاصمة، الموعد لم يكن لاجتماع وزراء أو حدث دولي أو وطني بارز، بل كان لحضور جنازة أحد أعضاء الحكومة وزير التجارة بختي بلعايب، والذي خضع لعلاج مكثف منذ ال 18 جانفي الجاري بمستشفى بباريس بفرنسا. في مشهد حرص فيه أعوان الأمن والدرك الوطنيين على حفظ النظام العام لتسهيل حركة تنقل الأفراد وسط الجموع الغفيرة، اختلطت فيه الحكومة مع الشعب وقيادات الجيش الشعبي الوطني والأمن، وظهر وزراء العدل، الداخلية، الشؤون الدينية، الشباب والرياضة.. إلى جانب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، ورئيس مدير عام "الجوية الجزائرية"، ومدير الحماية المدنية ووزراء سابقون على غرار شريف عباس، وعبادو ورحابي وفروخي ، وكذا نور الدين بحبوح، وممثلين عن الزوايا ونقابة الأئمة.. وآخرون. وعن الأحزاب التحق عمار غول، رئيس حزب "تاج" دقائق، عقب وصول الأمين العام السابق للأفلان عبد العزيز بلخادم، ليليه رئيس حزب المستقبل، عبد العزيز بلعيد، إلى جانب قيادات من الأفلان وأبو جرة سلطاني رئيس "حمس" سابقا وأحزاب أخرى وشخصيات إعلامية. وفي حدود الساعة الواحدة وأربعين دقيقة، شقت سيارة الإسعاف التابعة للحماية المدنية المشيعين، ونزل أعوان الحماية وعلى أكتافهم نعش الفقيد بختي بلعايب مغطى بالراية الوطنية، وعلى أمتار فقط لا تتجاوز 30 مترا من المدخل الرئيسي للمقبرة، كان القبر مجهزا ليوارى فيه جثمان وزير التجارة، وفي دقائق قليلة تمت عملية الدفن ليلقي الإمام على أسماع المشيعين موعظة دينية للتذكير بالموت ومآل الإنسان وأن تلك اللحظة يسأل فيه العبد، طالبا من الحاضرين الدعاء للفقيد بالثبات وقرأ بعدها سورة الفاتحة. والتزم جميع أعضاء الطقم الحكومي بعدم التصريح لوسائل الإعلام، باستثناء وزير العدل وحافظ الأختام، الطيب لوح، الذي عدد خصال الرجل وتفانيه في العمل، خاصة وأن وزير التجارة بختي بلعايب واصل مهامه إلى غاية آخر لحظة من حياته. بعدما غادر أغلب الوزراء وإطارات الدولة، بدأ المواطنون يتقدمون بالتعازي لأفراد عائلة بلعايب، حيث توسط البروتوكول الخاص لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ابني الفقيد بلعايب، فكان يتلقى التعازي من المواطنين مثله مثل ابني الفقيد، فبدت تلك اللحظة، انسجاما بين تعزية ثنائية واحدة لعائلة الفقيد وأخرى لرئيس الجمهورية في فقدان رجل ثقة طالما حرص على تأدية مهامه رغم آلام المرض. من جهة أخرى عزى رئيس الجمهورية عبد العزبز بوتفليقة، عائلة الفقيد بختي بلعايب أول أمس، وأشاد الرئيس في برقية له بخصال الرجل وتفانيه في خدمة الوطن، حيث قال "بلغني بمزيد من الحزن والأسى نبأ انتقال المغفور له بإذنه تعالى بختي بلعايب إلى رحمة الله وعفوه وإنه لمن المؤلم أن يختطفه الموت من أسرته التي كان لها الزوج الحاني والأب الرؤوف يشق لها الطريق إلى الحياة الكريمة الهادئة ويعلي من مقامها في المجتمع ويحميها من تقلبات الأيام وغوائل الزمان ويحيطها وتحيطه بالمودة الصافية والعناية التامة وينسقون معنى الآمال لمستقبل رجوه أن يكون زاهرا لكل فرد من أفرادها يعيش فيه عزيزا مكرما". وأضاف الرئيس بوتفليقة"ولم يطف ببالهم قط أن القدر سيفجعهم فيه ويأخذه من بين أيديهم في وقت هم فيه أشد ما يكونون محبة له وأقوى تمسكا به ولكنها إرادة الله الذي قضى أن يبتلي بعباده ليعلم الصابرين منهم على البلوى والمؤمنين بقضائه فيجزيهم الجزاء الأوفى بما صبروا وآمنوا"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". ولتقوية صبر العائلة، استطرد الرئيس "وأكثر ما يقوي الأسرة في صبرها ويخفف من ألمها ويعزيها في الفقيد أنه أسلم روحه لخالقه وهو في عز جهاده في سبيل وطنه الذي أفنى حياته في خدمة رقيه وتقدمه بتفان وإخلاص ولا أدل على ذلك من أنه قضى وهو في مواقع عمله يؤدي واجبه بكفاءة وإقتدار".