مترشحون يتهافتون على بركة الزوايا أصدر وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى تعليمة إلى كل مديريات الشؤون الدينية والأوقاف على المستوى الوطني تمنع استغلال مساجد الجمهورية والمدارس القرآنية في الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية القادمة. وجاءت تعليمة الوزير تأكيدا لما تضمنته تعليمة وزير الداخلية في وقت سابق والتي نشرتها "البلاد"، وكذا استنادا لقانون الانتخابات الذي يحضر استغلال المساجد في الحملات الانتخابية من قبل المترشحين. وأوضح وزير الشؤون الدينية في تصريح له على هامش إجابته على الأسئلة الشفوية بمجلس الأمة بأنه يمنع منعا باتا أئمة مساجد الجمهورية ومعلمي القرآن إقحام أنفسهم أو إبداء رأيهم أو استعمال المنابر لصالح المنتخبين أو التصويت لهذا أو ذاك والعمل الصارم كي تكون بيوت الله في حياد تام. كما دعاهم إلى احترام قوانين الجمهورية والالتزام بالأخلاقيات العامة والشفافية الكاملة والحياد في الحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعيات التي ستجرى خلال شهر ماي المقبل. وقطعت تعليمة عيسى الطريق على أي محاولات لاستغلال المنابر في الترويج للحملة الانتخابية التي ستنطلق شهر أفريل المقبل، في وقت استثنيت فيه الزوايا من التعليمة لاسيما أن مصادر أكدت أن عددا من المترشحين لسباق الانتخابات كثفوا مؤخرا من زياراتهم للزوايا وقاموا بعقد لقاءات مع الأعيان هناك في إطار حملة مسبقة، خاصة أن القائمين على الزوايا يتمتعون بعلاقات طيبة يعول عليها المتسابقون للتشريعيات من أجل أن تكون ورقة إضافية لهم في الحملة الانتخابية. كما دخلت الزوايا غمار الانتخابات بعد أن أعلن رئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر باسين نيته الترشح على في ولاية الجلفة، ويعكس بذلك دخول أكبر تنظيم للزوايا الصوفية المؤسسات المنتخبة وحتى الحكومة القادمة، رغبة السلطة في تقوية التيار الصوفي ومنحه هامشا سياسيا لتمكينه من التهيكل والانتشار، كما يعد وقوفا في وجه تيار الإسلام السياسي الذي يراهن على الانتخابات المقبلة لاكتساب مواقع جديدة، وتحسبا لإفرازات موجة التحالفات التي انتهجتها الأحزاب الإسلامية في الآونة الأخيرة، والتي تفرض عليها الاتكاء على تيار إسلامي موال لها.