دخلت الزوايا على خط التحضير للحملة الانتخابية مع بدء العد العكسي لانطلاقها المنتظر في ال23 مارس الداخل، فبعد أن أعلنت دعمها للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، يرتقب أن تقوم بتنظيم تجمع ضخم لشيوخها تقوم من خلاله بالتعبئة والدعوة لمساندته، في وقت حذرت فيه نقابة الأئمة من مغبة استغلال منابر المساجد لممارسة السياسة أو الدعوة لدعم مرشح دون الآخر، معتبرة أن الأمر وإن حدث سيكون مدعاة للتفرقة وتسييسا للمسجد في الوقت الذي تتغنى السلطة بضرورة تحييد الدين عن السياسة. حذر رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية، جمال غول، الأئمة من استغلال منابر المساجد لممارسة السياسة، وقال أن المسجد والأئمة لا شأن لهم في ممارسة السياسة، معتبرا كل مسجد يخرق نظام الحياد خارج عن القانون. وقال غول أمس، في اتصال مع "الشروق" أن الإمام لا يمكن أن يفرض رأيه على جموع المصلين، ذلك أن الترويج لشخص ضد الآخر سيؤدي إلى التفرقة، وأشار إلى أن المجلس لا يخوض في السياسة، لأن مهامه نقابية تتمثل في الدفاع عن الأئمة والمساجد، معتبرا إعلان الزوايا عن دعمها لشخص بوتفليقة أمر يعنيها، قبل أن يضيف ردا على سؤال تعلق بإمكانية استصدار تعليمة لتجنب استغلال المساجد في السياسة "نحن لا نخوض في السياسة.. مهامنا نقابية، ولا نريد أن نجر إليها جرا"، وانتقد المتحدث من جانب آخر، إعلان الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد دعمه للرئيس بوتفليقة، "وهو من المفروض أن يدافع عن حقوق الموظفين"، متسائلا عن الطريقة التي اتخذ بها هذا الأخير قرار الدعم والمساندة نيابة عن العمال، وما إن كان استشارهم قبل إعلان الدعم، معتبرا ما يفعله "تخلاط". من جانبه، حذر جلول حجيمي، رئيس نقابة الأئمة من استغلال المحراب والمنبر لدعم مرشحي الانتخابات المقبلة، وأن الأئمة وإن شاءوا التعبير عن رأيهم فلهم ذلك، ولكن خارج المساجد، "ويبقى موقفنا يخصنا كأئمة مثل بقية الشرائح"، مشيرا في اتصال مع "الشروق" إلى أنه سيتم إصدار تعليمات تلزم الأئمة بالحياد وعدم استغلال المسجد لممارسة السياسة. بالموازاة مع ذلك، أعلن رئيس المنظمة الوطنية للزوايا، عبد القادر بسين، دعم الزوايا للرئيس بوتفليقة، وقال أن الزوايا وعلى مدار ثلاث عهدات متتالية دعمته وستزكيه للمرة الرابعة أيضا "لأن برنامجه يساير رؤية الزوايا في تعزيز الاستقرار ومواصلة برنامج التنمية"، وإن اعتبر المتحدث استغلال الزوايا للترويج لحملة الرئيس، غير أنه اعتبر اللجوء إلى المساجد أمرا مستبعدا، ذلك لأن "شيوخ الزوايا يفصلون بين المسجد والزوايا، ولا يمكننا أن نستغل المساجد لممارسة السياسة، لأنها خاصة بالعبادة، بل سنمارسها على منابر الزوايا، كون هذه الأخيرة مستقلة". وأعلن بسين من جانب آخر، إلى "أن الزوايا تحضر لأكبر تجمع لشيوخ الزوايا سيكون مع بداية الحملة الانتخابية من أجل دعم الرئيس بوتفليقة"، واعتبر المتحدث أن الحديث عن الخلط بين الدين والسياسة أمر لا يخص الزوايا، ذلك أن دعم الرئيس بوتفليقة -حسبه- نابع من أن هذا الأخير ابن الزوايا، وشيوخ الزوايا يثقون به، ويعتبرونه رجل المرحلة والأنسب لقيادة الجزائر "والوحيد القادر على تسيير أمور البلاد"، لافتا في رده على سؤال يتعلق بمدى قدرة الرئيس على الحكم بالنظر إلى وضعه الحالي، "إلى أن بوتفليقة لو رأى أنه غير قادر على تسيير أمور البلاد ما كان ليترشح".