شرع ولاة الجمهورية والولاة المنتدبون في حث رؤساء البلديات والأمناء العامين عبر بلديات الوطن في الاستعداد لدخول التقويم الجديد بإعلان القطيعة مع رداءة التسيير التي شابت عليها منذ سنوات خلت، وذلك بشهادة وزارة الداخلية التي أقرت في مشروع برنامج ضبط الميزانية أن البلديات لا تستغل أموال الصناديق الخاصة بالبلديات مما أدى إلى تراكمات انجر عنها الكثير من الفضائح على المستوى المحلي سواء من جهة التسيير حيث العدد الكبير من رؤساء البلديات المتابعين قضائيا بالاختلاس أو بسبب المعارك السياسية التي عادة ما تنتهي بانقلابات محلية تضيع فيها مصالح المواطنين· وحسب المعطيات التي تتوفر عليها ''البلاد'' فإن التعليمات التي أعطيت لرؤساء البلديات والولاة المنتدبين كانت صارمة حازمة للانفتاح على المجتمع والإصغاء لانشغاته وذلك تفاديا لما قد ينجر عن الاستمرار في سياسة حوار الطرشان، فلا المسؤولون محليا يستمعون للمواطن ولا المواطن يبلغ انشغاله بطرق حضارية للمسؤول بعدما سد هؤلاء المسؤولون قنوات الحوار في وجه المواطنين· ولم تكن التعليمات التي وجهت إلى المسؤولين على المستوى المحلي مجرد جمل إنشائية بل كانت أقرب إلى الإجراءات الملموسة التي يجب على رؤساء البلديات اتخاذها على غرار الاجتماع بالمواطنين وتسهيل حصولهم على حقوقهم المختلفة بداية بالخدمة العمومية إلى مختلف الخدمات الأخرى التي من شأنها أن تبعث بعجلة التنمية محليا· وإذا كان رؤساء البلديات قد تلقوا توجيهات من وصايتهم فإن الولاة هم كذلك قد تلقوا توجيهات من سلطتهم الرئاسية سواء من قبل وزير الداخلية أو من الوزير الأول أحمد أويحيى الذي لم يكلف نفسه إلا نقل ما دار من حوار في مجلس الوزراء بين الرئيس بوتفليقة ووزرائه المختلفين مما يعني أن هذه التوجيهات والأوامر ليست إلا المفهوم من حديث بيان مجلس الوزراء· غير أن كل هذا في رأي المتتبعين لا يكفي ولن يكون لها معنى في واقع استقرار الجزائر وتفادي القلاقل والاضطرابات، إلا إذا خرجت من دائرة الحملات الموسمية وتحولت الى ثقافة دولة في مختلف مستويات المسؤولية بما في ذلك المواطن، فضلا عن إصلاحات أخرى هي محل إجماع للطبقة السياسية والمراقبين، كما أجمعوا على إمكانية الانتقال السلس والسلمي في التغيير المنشود في الجزائر ونزع فتيل الفتن التي يمكن أن تستهدف استقرار الجزائر خاصة في ظل الوفرة الكبيرة من حيث الإمكانيات المالية من جهة والبشرية من جهة أخرى، ومع الأخذ بعين الاعتبار التصريحات الأخيرة لمسؤولة الخارجية الأمريكية حين هددت بلغة التحذير زعماء المشرق العربي وملوكه من الثورة التي أشعل شرارتها البوعزيزي·