لم تأت قوائم الانتخابات التشريعية بالوجوه الجديدة لعاصمة الشرق الجزائري، بل استحوذ برلمانيون سابقون ورجال أعمال على صدارة القوائم الانتخابية وظل طموح الشباب حبيس خطابات السياسة، خصوصا الكبيرة منها، مع وجود أحزاب فتية انتقلت لها عدوى "الشكارة"، حيث لم يجد شباب الحزب العتيد لا نافذة ولا باب يدخلون منها معترك السباق الانتخابي بعد أن أوصدت في وجوههم جميع النوافذ و الأبواب، بحجة الأقدمية رغم أن الخطابات السياسية زرعت في نفوسهم آمالا للترشح و تمثيل الولاية في قبة البرلمان. وهو ما تأكد بكل من حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي قاده رجل الأعمال المعروف ونائب الحزب بالمجلس الشعبي الوطني، عبد الكريم شنيني، ولم يقتصر المكتب الولائي على إعادة الثقة في شخص شنيني، بل قام بوضع سامية بن عباس في المرتبة الثانية رغم علمه أنها عضو بالهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، وهي الفضيحة التي هزت قواعد الحزب بولاية قسنطينة قبل أن يتم استبدالها بمرشحة أخرى. وبعد عناء طويل و مد وجزر، هاهو الحزب العتيد يقدم المشعل للدكتور سعيد عمر محساس لقيادة حزبه بالولاية، وهو ما تم بعد أن "ابيّض شعره" وهو الذي حاول مرار و تكرارا، وصدق من قال "كي مات علڤولو عرجون، والحمد لله أن محساس علڤولو عرجون وهو على مشارف الموت". وقد ترشح الأمين الوطني لحزب جبهة القوى الاشتراكية على رأس قائمة الحزب للتشريعيات المقبلة عن ولاية قسنطينة. في حين احتلت النائبة بالبرلمان حمروش وجدان المرتبة الثانية. ويعد عبد المالك بوشافة من أبرز قيادي حزب الأفافاس وأمين فدرالية قسنطينة لعهدتين متتاليتين منذ، 2012 وكان يعمل كأستاذ لمادة التاريخ ثم ترأس لجنة الشبيبة والرياضة بالمجلس الشعبي الولائي، ليعين بعدها كأمين لحزب القوى الاشتراكية خلفا لمحمد نبو. في حين لم ترد حمروش تطليق قبة البرلمان. كما اختارت الحركة الشعبية الجزائرية رجل الأعمال المعروف صالح بوربيع لقيادة قائمة الحزب بقسنطينة، وبذلك تكون الحركة هي الأخرى تعمل بمنطق رجال المال، ويبقى الشباب مهمشا و مغيبا في المشهد السياسي الجزائري. وبذلك تكون الخطابات السياسية التي تنادي بإعطاء المشعل للشباب حبرا على ورق في ظل وجود كفاءات و إطارات شبانية من شأنها أن تقدم الكثير للمشهد السياسي. في حين اختارت لويزة حنون لقيادة قائمتها في قسنطينة، الشاب هشام شلغوم من بلدية ابن باديس، عمل سابقا كأستاذ للغة الفرنسية وعضو بالمجلس الشعبي الولائي وبذلك تكون لويزة حنون على قدر خطاباتها السياسية، حيث أعطت الثقة للشباب كما سبق وأن وعدت. في حين يقود بدر الدين بلباز تكتل الفتح خلال التشريعيات القادمة بقسنطينة، وهو التكتل الذي يضم حزب الشباب الديمقراطي، حزب الوطني الحر، حركة الوطنيين الاحرار و الحزب الوطني الجزائري، وحزب النور الجزائري.