الموقف الجزائري حاسم في دعم وحدة تراب الجارة الشرقية كشفت صحيفة غارديان البريطانية عن أن مسؤولا أميركيا عرض خريطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول على أساس أقاليمها الثلاثة القديمة: طرابلس في الغرب، وبرقة في الشرق، وفزان في الجنوب. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها اليوم الاثنين أن سيباستيان غوركا مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح تقسيم ليبيا، قبل أسابيع من تنصيب ترمب، مضيفة أنه رسم أمام دبلوماسي أوروبي، خريطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول، لكنها لم تذكر اسم الدبلوماسي الأوروبي. ونقل التقرير عن مصدر على علم بالموضوع قوله إن الدبلوماسي الأوروبي رد على غوركا بأن التقسيم هو "أسوأ حل يمكن تصوره في ليبيا". وأضاف التقرير أن غوركا يسعى الآن للحصول على منصب مبعوث ترمب الخاص إلى ليبيا، بينما لا يزال البيت الأبيض لم يلق بالا لما يجري في هذا البلد، ولم يقرر إذا كان سيعين مبعوثا للرئيس. وذكرت الصحيفة أن أحد منافسي غوركا على منصب ليبيا هو فيليب إسكرافاج ضابط المخابرات السابق، الذي عمل في ليبيا أكثر من عشرة أعوام، مشيرة إلى أنه يبدو الأوفر حظا للحصول على منصب المبعوث الخاص.
كما أشارت الصحيفة إلى أن غوركا كانت له علاقات سابقة باليمين المتطرف في المجر، ويتبنى سياسات متشددة، تدعو إلى "القضاء على الإسلام المتطرف"، ويرى أن جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية تسعى للتسلل إلى الولاياتالمتحدة".
وتوجد ثلاث حكومات: اثنتان في العاصمة طرابلس (الوفاق والإنقاذ)، وثالثة (مؤقتة) في مدينة البيضاء (شرقي البلاد)، وتسيطر قوات حفتر على معظم إقليم برقة، بينما يسيطر تحالف لكتائب الغرب الليبي -وعلى رأسها كتائب مصراتة- على معظم أجزاء إقليمي طرابلس وفزان. وتغرق ليبيا منذ سنوات في وحول التطرف والفوضى والإنقسام السياسي الحاد ، كما ترتبط أغلب الجهات السياسية والميليشيات بدول إقليمية وعالمية تستخدمها لتحقيق أهداف سياسية وإقتصادية على حساب مصلحة الشعب الليبي الذي خرج في عديد المرات إلى الشارع رافضا للانقسام السياسي والإنفلات الأمني والفوضى والتطرف . وستشكل المساعي الأمريكية في تقسيم ليبيا تحديا لدول الجوار وعلى رأسها الجزائر ومصر وتونس ، التي تعتبر المسألة الليبية قضية أمن قومي ، حيث ترفض هذه الدول مجتمعة كل محاولات تقسيم وتجزئة ليبيا ، مهما كان العنوان والتبرير ، وتعتبرها خط أحمر وبرميل بارود قد يفجر المنطقة ويساهم في زرع الفوضى والإنفلات في دول الجوار ما يخدم في النهاية أجندة الدول الكبرى والتنظيمات الإرهابية . هذا وتؤكد الخطة الأمريكية التسريبات السابقة عن وجود مخطط غربي لتقسيم الدول العربية على أسس طائفية وعرقية وقبلية ، وهو ما يقع في كل من سوريا والعراق واليمن من خلال تغذية الصراع الطائفي بين السنة والشيعة أو العرقي بين الأكراد والعرب ، وتشارك مواقع وقنوات فضائية تبث من الغرب في تأجيج الصراع دون أن تتعرض للمحاسبة من قبل الحكومات الغربية التي يبدوا أن بعضها يشجع هذه التوجهات لخدمة أهداف سياسية . كما تصب التفجيرات المشبوهة التي وقعت أول أمس في مصر والتي إستهدفت الأقلية القبطية في نفس الإتجاه التقسيمي الذي تغذيه داعش ومنظمات التطرف المخترقة من المخابرات العالمية .