كشفت تقارير إعلامية صادرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، عن تقرير سري أعده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، و أطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية يعتزم تقديمه أمام الدورة القادمة لمجلس الأمن الدولي الذي سيدرس الحالة السنوية للقضية الصحراوية ويجدد عهدة بعثة المينورسو للصحراء الغربية. وبخلاف ما دأب عليه الأمين العام الأممي السابق بان كيمون من تفادي طرح مقترحات جديدة خارج سياق بعثة المينورسو ، فإن خليفته الجديد على رأس الهيئة الأممية، يسعى لإخراج القضية الصحراوية من دائرة النسيان إلى الاهتمام السياسي والدبلوماسي والإعلامي للمجموعة الدولية، حيث يطرح الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة تهدف إلى حل النزاع في الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن ذلك قد يكون عن طريق تنظيم استفتاء حول مصيرها. وأوضحت الوكالة أن غوتيريش يعد في تقريره السري لمجلس الأمن ب"ديناميكية جديدة" و"روح جديدة" لحل النزاع. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أن هدف المفاوضات سيكون التوصل إلى "حل سياسي مقبول من الطرفين يتضمن تسوية للخلاف على الوضع النهائي للصحراء الغربية" مع اتفاق على طبيعة وشكل ممارسة حق تقرير المصير. ويقول في التقرير إن عدم التوصل إلى حل للصراع يعود إلى أنه "لكل طرف نظرة وقراءة مختلفتين للتاريخ وللوثائق التي تحيط بهذا النزاع".ويوصي بتمديد مهمة بعثة الأمم لمراقبة وقف إطلاق النار بين الرباط والبوليساريو سنة واحدة، حتى الثلاثين من شهر أفريل 2018. و تأتي التحركات الأممية الجديدة بمقاربة تتجاوز حالة الجمود التي تطبع تفعيل آليات الأممالمتحدة في طرح مبادرات من شأنها الدفع بالقضية الصحراوية على الحلول العملية خارج دائرة الشد والجذب، حيث يعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب من شأنها أن تعطي للحلول المقترحة نفسا جديدا ، بمباركة مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة التي تهدف إلى التوصل لاتفاق يقضي بتنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي ، كما أن أعضاء مجلس الأمن الدولي لهم الرغبة في أن يتوصلوا لاتفاق سياسي بشأن القضية الصحراوية التي بدأ المجتمع الدولي يأخذها على محمل الجد ويدرك ان نزع فتيل الصراع في المنطقة من شانه أن يحل عدة مشاكل لازالت عالقة بين جل بلدان المنطقة المغاربية، خصوصا وأن كافة دول المنطقة لها نفس الاستعداد لبناء وحدة اقتصادية في شتى القطاعات ، وفق ما هو متبادل من رسائل بين قادة هذه البلدان. هذا ونشير إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة مدعو هذه المرة لتعيين مبعوث جديد له للصحراء الغربية عقب استقالة المبعوث الأممي السابق كريستوفر روس ، كما أن الهوة التي أودها الخلاف بين المغرب و الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون لازالت تداعياتها جلية في منطقة الكراكات عند منطقة التماس الفاصلة بين التراب الصحراوي والمغربي ، الأمر الذي تحاول أطراف الصراع تفاديه ، خشية دخول المنطقة في صراع آخر أكثر حدة وخطورة .