نفى مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف خالد يونسي، أن تكون الوزارة قد أصدرت تعليمات أو حددت توقيتا لصلاة التراويح، غير أن الاتفاق العام يتمثل في ضرورة استيفاء إمام التراويح حزبين في الليلة مع قراءة برواية ورش يكون فيها الترتيل بمرتبة محددة وهي الحدر للتخفيف على المصلين. أوضح المستشار خالد يونسي في تصريح ل"البلاد" أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى لم يصدر تعليمات لا كتابية ولا شفهية تحدد مدة صلاة التراويح مثلما روج له، حيث ترك القضية لتقدير الأئمة وفقا لنوعية المصلين وخصوصية كل منطقة. وفي السياق، أشار المصدر إلى أن جمهور بعض المساجد خاصة العتيقة هم من المسنين ويجب مراعاتهم بالتخفيف في الصلاة فيما يفضل الشباب مساجد معينة يكون فيها للإمام تقدير مدة الصلاة فيها، غير أن الواجب احترامه هو استيفاء إمام التراويح لحزبين في الليلة الواحد من أجل أن يكون ختم القرآن في ليلة السابع والعشرين أو التاسع والعشرين من شهر رمضان وأن لا يتم السقوط في فخ الترتيل دون بلوغ هذا النصاب من القرآن في كل صلاة. وأضاف المتحدث أن الترتيل يكون بمرتبة الحدر، حيث يكون التخفيف للمصلين مع تمكينهم من فهم الآيات التي يسمعونها في الصلاة. وبالنسبة لخصوصية كل منطقة، قال خالد يونسي إن سكان الأرياف يتفرغون للصلاة عكس سكان المدن التي تكون فيها وتيرة الحياة متسارعة بسبب الارتباطات على حد تعبيره. ولفت مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى مسألة جمال صوت بعض أئمة صلاة التراويح إلى درجة يجعل فيها المصلين يستمتعون بالصلاة والقرآن وهي الشريحة التي لا تكون لديها غالبا مشكلة في مدة الصلاة، غير أنه على جميع الأئمة الالتزام بقراءة حزبين من المصحف في كل صلاة برواية ورش وذلك كونها تعكس جهود علماء الجزائر في خدمة كتاب الله، حيث كان الإمام نافع إمام المسجد النبوي الشريف لمدة 60 عاما، وختم المصدر بالقول إن الهدف من هذا التنظيم هو خلق أجواء إيمانية في المساجد تكون محل رضى المصلين. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى قد نفى التضييق على الأئمة بتعليمات خاصة بالتراويح، غير أنه كشف عن الخطوط التي على يجب على جميع الأئمة في كل مساجد الوطن احترامها والبقية تكون باستقلالية القرار للإمام. وأوضح محمد عيسى أول أمس، في تصريحات صحافية أن التعليمة التي وجهتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن يستقل الأئمة بالقرار وأن لا تتدخل الوزارة في تفاصيل الحياة الدينية ولا في صلاة التراويح التي غالبا ما يثار حولها جدل بسبب الفروق في مدة أدائها بين مسجد وآخر وشكوى الناس في إطالة الأئمة للصلاة إلى درجة قد لا يتحملها الكثيرون، غير أن الوزير محمد عيسى قال إن العام المتفق عليه من خلال اجتماعات الأئمة في المجالس العلمية تحضيرا لشهر رمضان يخص ضرورة احترام جميع الأئمة وبكل مساجد الوطن لرزنامة الأذان خاصة ما تعلق بتوقيت أذان المغرب وأذان الفجر اللذان يشكلان وقت الإفطار والإمساك، تفاديا للتشكيك، كما يخص الإجماع ضرورة القراءة برواية ورش وفقا للمذهب المالكي خلال صلاة التراويح لتجنيب المصلين المشقة وأن لا يقرأ المام بالتحقيق ولكن بالتسهيل للتخفيف على المصلين، مؤكدا أن كل ما تقدم هو من اختيارات الأئمة خلال اجتماع المجالس العلمية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف تدعمها، غير ذلك يضيف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يبقى للإمام الحرية التامة في اختيار عدد الركعات والسور القرآنية شرط أن يتوافق الأمر مع السنة النبوية والهدف تشجيع المصلين على الالتزام بصلاة التراويح طيلة الشهر الفضيل.