داود: "تحليلك مخز وأيديولوجيتك طفيلية" أخذت الوقفة التضامنية مع الكاتب رشيد بوجدرة، منحنى آخر، حيث عرفت عودة السجال الأيديولوجي بعد أن خفت صوته لسنوات، بين الإسلاميين واليساريين والعلمانيين، وذلك بعد ما اعتبر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، أن المتضامنين يشكلون تيار "اليسار العلماني"، ليرد عليه كل من الكاتبين احميدة العياشي وكمال داود. وأثار موقف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، من المتضامنين مع رشيد بوجدرة، موجة استياء من بعض الكتاب والمثقفين، على غرار احميدة العياشي وكمال داود، خاصة بعدما اعتبر مقري في مقال له عبر الفايسبوك أن التيار "اليسار العلماني" هو أبرز المتضامنين مع بوجدرة، واصفا إياهم ب«الأخطبوط الذي يحكم الجزائر اليوم ولكن بالرأسمالية"، مشيرا إلى أن التعاطف الكبير مع بوجدرة أظهر "مدى فاعلية تيار اليسار العلماني"، وأن له "نفوذا في بلادنا ولا يزال يشتغل معا وينسق وفق رؤى وإستراتيجيات جديدة". وما أثار سخط كل من كمال داود واحميدة العياشي، هو اعتبار مقري أن الوجوه التي ظهرت في الوقفة التضامنية يمثلون "الطبقة البورجوازية في الجزائر وهم من يسحق الطبقة الشغيلة وهم أداة الرأسمالية العالمية في بلادنا، بل أباطرة الفساد، وهم مصانع الفقر والبؤس في الجزائر"، مضيفا أن الشيء الوحيد الذي بقي لهم من ثقافة السبعينيات "هو العلمانية الجاكوبينية المتطرفة المعادية للدين واللغة العربية والهوية الأصيلة للشعب الجزائري والتي تخطط للشعب "الجاهل" الذي يجب أن يقاد بالنوادي السرية". وأضاف مقري أن تلك الوقفة التي كانت أول أمس "ليست وقفة صادقة من أجل الحق، بل هي وقفة أيديولوجية تضامنا مع أحد قادتهم، ولو كانت وقفتهم صادقة ضد قناة النهار، لكانت قبل هذا اليوم". من جهته، رد احميدة العياشي على مقري، بأن كتب هو الآخر رسالة مفتوحة لرئيس حركة مجتمع السلم، معتبرا ما جاء في مقاله عبارة عن "أقاويل غايتها الرقص فوق الحبال والتلاعب بالحقيقة والعقول ومجانبة الحق بالتخفي وراء معسول الكلام غير الصادر عن النية الصادقة والمصارحة الصادقة"، ومسجلا بعض الملاحظات والتساؤلات أبرزها "ألم تتحالف مع الأرسيدي في مؤتمر مازافران الأول والثاني وأنت تعرف أن الأرسيدي ينادي بالعلمانية ووضعت يدك في يده مناديا بجزائر يبنيها الجميع باختلاف مشاربهم الأيديولوجية؟!"، مضيفا "بربك أخبرني كيف لم ينتبه ضميرك وأنت تجلس وتتحالف مع العلمانيين.. في التسعينيات وتعيش في ظل تلك صحبة اليسار والعلمانية التي تقدح فيها اليوم كأنك لم تضع يدك في أيديهم يوما؟!". فيما اعتبر الكاتب كمال داود، ما جاء في مقال عبد الرزاق مقري "تحليلا مخزيا، جبانا، وقذفا لأصحاب النوايا الحسنة في البلد"، وذهب داود إلى أبعد من ذلك حينما وصف مقري بأنه يحمل أيديولوجيا "طفيلية" وأنه "لا يمكنك أن تفهم أن العالم والبلد يمكن أن يكون تعدديا ومختلفا"، وأعاب عليه انتقاده المتضامنين مع بوجدرة ووصفهم بالأخطبوط قائلا "الخارج هو الغرب، وليس المملكة العربية السعودية و«الأخطبوط التركي" الذي كنت تحلم بالزواج به".