خلفت وقفة التضامن مع الروائي رشيد بوجدرة، السبت، حربا كلامية بين رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي وصفها ب"غير الصادقة" من جهة والكاتبين أحميدة العياشي وكمال داود من جهة أخرى واللذان انتقدا خرجته. ونشر مقري، السبت، تدوينة على صفحته على "فايسبوك" علق فيها على الوقفة التضامنية مع رشيد بوجدرة بالقول "إن وقفة تلك الوجوه المعروفة بنفوذها في السلطة وفي الإعلام الجزائري وبعض الأحزاب وشبكات المجتمع المدني ليست وقفة صادقة من أجل الحق، بل هي وقفة أيديولوجية تضامنا مع أحد قادتهم". وتابع "ولو كانت وقفتهم صادقة ضد قناة النهار، لكانت قبل هذا اليوم، لأن الظلم والقهر الذي سلطته العديد من وسائل الإعلام المتحكم فيها من قبل السلطة ضد جزائريين شرفاء كثيرة قبل تلك الحصة المثيرة للجدل". . وحسب رئيس حمس "إن هذه الوقفة بالنسبة للأشخاص النافذين في الحكم ليست ضد قناة النهار ولكنها مع بوجدرة، إن الذي حدث في حصة الكامرا المخفية ما هو إلا تجاوز للحد من قبل صحفيين لا يعرفون الامتداد الرهيب لبوجدرة... لا أكثر ولا أقل". ورغم أن مقري حرص على التأكيد أنه ليقنقصد بهذا المنشور "الذين وقفوا في هذا الوقفة من أجل الحق وضد الظلم، وأنا كذلك متضامن مع بوجدرة الإنسان ولكن متضامن اكثر مع الذين ظلموا قبله" إلا أن خرجته أثارت غضب من أحسوا انفسهم معنيين بكلامه. ورد الكاتب احميدة العياشي الذي كان يتقدم الصفوف في هذه الوقفة بتدوينة على مقري جاء فيها أن ما بدر منه "غايته الرقص فوق الحبال والتلاعب بالحقيقة والعقول ومجانبة الحق بالتخفي وراء معسول الكلام غير الصادر عن النية الصادقة والمصارحة الفائقة". وحسبه "تصفون من قاموا بالمبادرة لقول كلمة حق في وجه وليد من اولاد نظام جائر باليساريين بالمعنى القدحي كأن واحد يقول عنكم اسلامويين مارقين،وانا في غاية التأكد ان ماتقولونه هو مداعبة للعامة تخفون من ورائها مقاصدكم". ووجه العياشي سؤال لمقري مفاده "بربك اخبرني كيف لم ينتبه ضميرك وانت تجلس وتتحالف مع العلمانيين والعسكر في التسعينيات وتعيش في ظل تلك الصحبة اليسارو علمانية التي بت اليوم تتحدث عنها قدحيا كأنك لم تضع يدك في يدهم يوما؟! هذا ان كان هناك يسار وعلمانية في الجزائر". . ورد رئيس حمس سريعا على كلام حميدة العياشي بالتأكيد في تدوينة جديدة "جوابي لك بكل احترام وتقدير أنك لم تقرأ منشوري واكتفيت بما قيل لك عنه أو أنك قرأت عنوانه فقط ، وليس مثلك من يطلق الأحكام دون أن يتأكد من الموضوع". واوضح "أنا لم أدن كل الذين وقفوا مع بوجدرة، ولكن أدنت بعض المحظوظين والنافذين في مؤسسات الدولة والمجتمع الذين صنع وقوفهم الحدث ممن يعرفون بانتمائهم لليسار وهم أكبر الرأسماليين اليوم ووقوفهم انتقائي أيديولوجي لم نره في انتهاكات أخرى في حق مظلومين جزائريين آخرين بل هم سبب في انتهاكات أشنع مثل ما حدث مع قناة الوطن وغيرها وانت اعرف بهم مني". . أما الكاتب كمال داود فوصف خرجة مقري ب"الجبانة والمخجلة والقذف في حق أصحاب النيات الصادقة في هذا البلد". وكتب على صفحته على فايسبوك أن "الأمر مفهوم فإسلامي مثلك يظهر دائما في اليوم الثاني أو الثالث ولكن أبدا في الأول، انت تمثل إيديولوجية الإحتواء والتشويش". من جهته نشر حسن عريبي القيادي في الإتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء تعليقا ناريا ضد أصحاب الوقفة بالتأكيد " لا أعرف نوع الإهانة التي تعرض لها بوجدرة، ولماذا الحملة التضامنية من المستغربين المتخلفين معه، عجبا ! أليس هؤلاء الحمقى والمغفلين من أشبعونا بعبارات الحريات العامة ولو مسّت أصل الدين ولو دعت إلى الإلحاد ونفي وجود رب العالمين تعالى الله عن كفرهم علوا كبيرا، أيقبلون في الله عز وجل السب والتهكم على بعض جرائدهم وفضائياتهم باسم حرية "التكعرير" ويرفضونها في الممسوخين من أمثالهم". وأضاف "إن كانت الحرية عندكم لا تقف عند ثقافة ومجتمع ودين ولا رب العالمين، فبأي حق تلومون على النهار أو غيرها أن تواصت بما دعوتم له يا مجرمين... إنّها حرية التعبير التي استضافت روائيكم الشيوعي... وحرية التعبير هي من عرفته قدره أمام الملايين وأنّه لا يستطيع أن يقاوم حشرة فضلا أن يرفع السلاح في وجه أمّة الملايين... فاصمتوا".