أشارت العديد من المنظمات الحقوقية نقلا عن مصادر طبية، إلى أن حصيلة ضحايا القمع الوحشي الذي واجه به النظام الليبي المظاهرات السلمية، تقترب من حدود ال 800 قتيل وآلاف الجرحى، في وقت كشفت مصادر مصرية أمس، أن القاهرة أبلغت طرابلس رسميا بأنها قد تتدخل عسكريا في ليبيا لحماية مواطنيها الذين قالت إنهم يتعرضون للقتل. ونقلت صحيفة ''العرب'' القطرية في عددها الصادر أمس عن المصدر الذي لم تكشف عن هويته، أن مصر اعتبرت تصريحات ابن الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي، التي اتهم فيها المصريين المقيمين في ليبيا بالمشاركة في الثورة الجارية هناك، تحريضا صريحا ضدهم. وفي غضون ذلك، قالت مصادر ليبية مطلعة إن مشاورات بين أطراف وطنية ليبية عسكرية ومدنية تجري حاليا على قدم وساق لإدارة الأزمة الليبية والإعداد لمرحلة ما بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وتهدف هذه المشاورات لإدارة الأزمة الليبية وتقليص عدد الموالين الكبار للعقيد القذافي، بعد أن فشلت أطراف في هذه المشاورات في إجراء حوار مع أنجال القذافي ''ومنهم سيف الإسلام وخميس''. وتؤكد المصادر ذاتها أنه من بين الأطراف التي يجري العمل على التشاور معها، عبد الفتاح يونس، اللواء المعروف في الجيش الليبي الذي يشغل حاليا موقع وزير الداخلية في نظام القذافي، ومحمد نجم، عضو مجلس قيادة الثورة الذي كان مبعدا عن شؤون الدولة، وعبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا الدائم في الجامعة العربية، وسليمان محمود، آمر منطقة طبرق، وخليفة المسماري وهو من القيادات العسكرية في الجيش. وعما إذا كانت هذه المشاورات تضم أيضا عبد السلام جلود الرجل الثاني في ليبيا، قالت المصادر إن الاتصال معه ما زال مستمرا، وإن المعلومات المتاحة حتى الآن حول هذا الأمر هو حدوث تلاسن بين القذافي وجلود، بسبب رفض الأخير طلب القذافي منه التوجه إلى بنغازي لتهدئة المحتجين والسيطرة على الأوضاع. وحول موقف أبو بكر يونس، وزير الدفاع، الذي يخضع للإقامة الجبرية بأمر القذافي، أضافت المصادر أن توجهات المشاورات الجديدة تريد ضمه إلى صفها باعتباره يمثل ''شرعية عسكرية''، إضافة إلى أنه محبوب عند كثير من العناصر، وتابعت أيضا أن الاتصالات تشمل الكثير من رجال الجيش والأجهزة الأمنية والسياسيين من داخل النظام الليبي نفسه. وعن طبيعة الشخصيات التي تشملها مساعي الحوار حتى الآن، قالت المصادر إنه بالنسبة لعبد الفتاح يونس، هناك اتفاق على أنه يحظى باحترام عدد من الأوساط الشعبية في ليبيا، ولديه علاقات طيبة مع قيادات في الداخل والخارج، و''نعتقد أنه وجه مقبول يساعد في التمهيد لمرحلة انتقالية''، مضيفة أن محمد نجم يعد من الشخصيات المعروفة في مجلس قيادة الثورة التي قام بها القذافي عام ,1969 وأدت الظروف إلى أن ينأى بنفسه عن العمل التنفيذي منذ وقت طويل، و''يعتبر من الوجوه التي تحظى بشعبية في بنغازي''. وتابعت المصادر أن عبد المنعم الهوني، أحد أطراف المشاورات الحالية، حظي باحترام كبير في الأوساط الشعبية الليبية، بعد أن أعلن قبل يومين ''مفاصلته'' لنظام القذافي، وتحميله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ودعوته له بالتنحي، إضافة إلى أنه كان أحد أطراف المعارضة الليبية وشارك في تأسيس التحالف الوطني الليبي.