أفادت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فاطمة الزهراء زرواطي، اليوم الخميس بتيبازة بأن مجمع "تونيك" لتعليب الورق تعهد بمعالجة جميع نفاياته الصناعية التي تتسبب في تلوث ساحل بوسماعيل بشكل نهائي في غضون شهر ونصف. وأوضحت السيدة زرواطي للصحافة خلال زيارة تفقدية إلى بعض مشاريع قطاعها بالولاية، بأن المجمع الذي يقوم منذ 2005 بصب نفاياته الصناعية في ساحل بوسماعيل قد تلقى مؤخرا إعذارا ثانيا من طرف اللجنة الولائية المكلفة بمراقبة ومتابعة الهيئات المصنفة لتسوية هذا المشكل بعد أن تم إيقاف نشاط المصنع مؤقتا لمدة ثلاثة أشهر. وأضافت الوزيرة التي قامت بزيارة مشروع محطة تصفية للمياه المستعملة تابعة لهذا المجمع بأن المسؤول الأول عن المصنع تعهد بحل هذا المشكل نهائيا في غضون شهر إلى شهر ونصف وذلك بعد دخول الشطر الثاني من هذا المشروع حيز الخدمة. وقالت في هذا الخصوص بأن "هذه النفايات ترمى في المياه منذ 2005 وهذا أمر غير مقبول ...الآن لا يمكننا استدراك بعض الأمور ولكن لن نسمح باستمرار هذه الانتهاكات". ولمعالجة نفاياته الصناعية قام مجمع "تونيك" بإنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة قبل صبها في البحر لكن نشاط الوحدة يقتصر على المعالجة العضوية للنفايات الصلبة والسائلة والوحل على أن يتم تدشين الشطر الثاني منها والمخصص للمعالجة البيولوجية. وفي زيارتها لوحدة تنمية الأجهزة الشمسية التابعة للمركز الوطني للطاقات المتجددة، شددت الوزيرة على ضرورة تنمية وتطوير هذه الطاقات الصديقة للبيئة التي أضحت "أولوية وطنية" في الظرف الراهن. ودعت في هذا الإطار إلى توسيع استخدام الطاقات الشمسية في كافة القطاعات ولدى العائلات لاسيما وأن الجزائر تتوفر على نسبة عالية للتعرض لأشعة الشمس والتي تدوم على مدار السنة. ومن جهة أخرى، تفقدت السيدة زرواطي مشروعا لإنجاز حظيرة ترفيه حضرية تم اسنادها إلى مستثمر خاص. و من المنتظر أن تفتح هذه الحظيرة التي تتربع على مساحة 19 هكتار بمحاذاة مدينة تيبازة أبوابها أمام العائلات في يونيو 2018 حسب الشروح المقدمة للوزيرة التي شددت على ضرورة أن يكون هذا المرفق متكاملا يضم مختلف أنشطة الترفيه مع مراعاة خصوصيات ذوي الاحتياجات الخاصة. كما عاينت السيد زرواطي أشغال إعادة تهيئة المنطقة الطبيعية ل"نتوءات كوالي" الواقعة ببوسماعيل على بعد 70 كم غرب الجزائر العاصمة. ويمتاز هذا الموقع بتنوع بيولوجي غني و بثروات طبيعية حيوانية و نباتية هامة. وفي ختام زيارتها أبرزت الوزيرة دور المجتمع المدني في الحفاظ على البيئة حيث يعد -حسبها- شريكا "فعالا" للوصول إلى التنمية المستدامة التي تطمحُ إليها الجزائر.