وزير خارجية إيران محمد جواد يوم الأحد في الجزائر أصبحت الجزائر في الآونة الأخيرة، قِبلة لوزراء خارجية عدد من الدول ومن مختلف القارات، وذلك لتباحث التطورات الأخيرة التي تعرفها المنطقة العربية والإفريقية، أو زيارات دبلوماسية تسبق زيارة رؤساء دول للجزائر، على غرار الرئيس الفرنسي والرئيس الإيراني. في ظرف أسبوعين استقبل وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، مسؤولين لخارجية خمس دول، الأمر الذي جعل الجزائر قِبلة دبلوماسية بامتياز وفي ظرف وجيز، حيث استقبل مؤخرا نظيره المصري سامح شكري، وذلك لبحث التنسيق بخصوص الأزمة الليبية بين دول الجوار، لاسيما بين الجزائر وتونس ومصر، وهو التنسيق "الدائم" من أجل مرافقة الليبيين في حل أزمة بلادهم دون أي تدخل أجنبي، وهو الطرح الذي ما فتئت تؤكد عليه الخارجية الجزائرية. كما أوضح الوزير مساهل أن اللقاء كان فرصة للتطرق إلى الأوضاع في المنطقة التي هي "مهددة من الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية"، مشددا على أهمية التنسيق "الدائم والمتواصل" بين الجزائر ومصر لمواجهة هذه التحديات، ويعتبر التواصل بين الجزائر ومصر والتنسيق بينهما بخصوص ليبيا جد مهم للبلدين، باعتبار الحدود الكبيرة لليبيا مع الدولتين وخطر الإرهاب الذي تعيشه المنطقة جراء تدهور الوضع الأمني عند الأشقاء الليبيين. من جهة أخرى، استقبل وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، الخميس الماضي، المستشار بوزارة شؤون الرئاسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فارس المزروعي، الذي تطرق معه إلى التطورات الأخيرة في منطقة الخليج، حيث قام الوزير الإماراتي بمناسبة هذه المحادثات بتقييم آخر التطورات في منطقة الخليج، وذكّر مساهل خلال هذه المحادثات بالموقف الجزائري منذ اندلاع هذه الأزمة وضرورة تسوية الخلافات والنزاعات التي يمكن أن تظهر بين بلدان شقيقة وجارة عن طريق "الحوار". كما جمع بالوزير مساهل لقاء مع وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر سلطان بن سعد سلطان المريخي، الذي وصف موقف الجزائر من أزمة بلاده مع جيرانها في منطقة دول الخليج ب«المشرّف"، مشيدا بدعوتها إلى تغليب لغة الحوار، كما أشار إلى أن "الجزائر، باعتبارها بلدا كبيرا في العالم العربي، يمكنها أن تلعب دورا في العلاقات العربية- العربية، وهذا بالنظر إلى تأثيرها في المنطقة". المريخي أكد أن الهدف من زيارته الجزائر يتمثل في "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات حول ما يجري في الخليج بيننا وبين السعودية والإمارات والبحرين"، في إشارة واضحة إلى مكانة الجزائر دبلوماسيا. وكان وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل قد أجرى فور بروز الأزمة، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية القطري لبحث مساعي احتواء الأزمة بعيدا عن التصعيد، كما استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية حسان رابحي، سفير دولة قطر لدى الجزائر إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي. كما استقبل الوزير الأول، عبد المجيد تبون، الوزير الفرنسي لأوروبا والشؤون الخارجية، جون-إيف لو دريون، الذي قام بزيارة عمل إلى الجزائر مؤخرا، وخلال هذا اللقاء الذي حضره وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل تم بحث العلاقات الثنائية وأفق تعزيزها في عدد من الميادين غداة موعد أهم الاستحقاقات على المستوى الثنائي، لاسيما الدورة الرابعة للجنة الحكومية رفيعة المستوى، التي يرأسها الوزيران الأولان للبلدين، والمزمع عقدها قبل نهاية السنة الجارية، بالإضافة للتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للجزائر. من جهة أخرى، ينتظر أن يقوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بزيارة للجزائر، في إطار جولة في شمال إفريقيا تبدأ يوم الأحد، تشمل الجزائر وموريتانيا وتونس، وتأتي الزيارة حسب تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، تلبية لدعوات رسمية، من طرف نظرائه في الدول المذكورة فضلا عن رؤساء جمهورية الجزائر وموريتانيا وتونس، ويكون هدف الزيارة للجزائر هو تطوير العلاقات الثنائية، والتشاور حول التطورات التي تشهدها المنطقة فيما يخص الوضع في سوريا وأزمة الخليج، ناهيك عن التحضير لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي سبق أن أعلن عنها وتأجلت إلى وقت لاحق.