هم سبعة إخوة وأخت وحيدة يعيشون في عالم لا يمت بصلة إلى عالم جدهم البدوي، ثمانية أطفال نشأوا في بذخ البترودولار، خليط متفجر يجمع ما بين المال والإسراف المنقوش على ما يبدو في الشيفرة الجينية لآل القذافي. سلطت العديد من التقارير الضوء على ثمانية أفراد من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، الذين تزايدت حدة التنافس بينهم في السنوات الأخيرة إلى جانب القذافي نفسه وزوجته، على من يكون ''ملكا'' لليبيا في السنوات القادمة. وأشارت التقارير إلى أن السفير الأميركي بطرابلس كريتز كتب في برقيته أن صفية زوجة القذافي الثانية ''تسافر بطائرة مستأجرة في ليبيا، فيما ينتظر موكب من سيارات المرسيدس لنقلها من المطار إلى وجهتها المطلوبة، لكن تحركاتها محدودة وتتسم بالحصافة، وهي تنحدر من مدينة بنغازي، مركز التمرد في شرق ليبيا. وينبغي الإشارة إلى أن نصف الإخوة، محمد 40 عاماً، مدير شركات الاتصالات في ليبيا، وعائشة 33 عاماً محامية، وسيف العرب 30 عاماً ضابط، وخميس، 29 عاماً ضابط، هم جميعاً غامضون إلى حد ما، فمحمد هو ابنه الوحيد من زواجه الأول، هو الوحيد الذي يعيش بعيداً عن الأضواء ويجني ثروة من قطاع الاتصالات. وكان رجل الظلّ هذا هو الذي تفاوضت معه شركة سء الفرنسية بخصوص عقدها الثاني مع ليبيا، وهو عقد ''تيترا'' للاتصالات المشفّرة. وذكرت التقارير أن سيف الإسلام، 37 عاما، ثاني أكبر أبناء القذافي، والذي حذّر من حرب أهلية عندما خاطب الأمة ليلة الأحد الماضي، ''يروّج للإصلاح السياسي والاقتصادي والمنظمات غير الحكومية في ظل رعاية مؤسسة القذافي العالمية الخيرية، ويحمل درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، لكن دوره كالوجه العلني للنظام أمام الغرب كان بمثابة نعمة ونقمة بالنسبة له كونه عزز صورته. لكن الكثير من الليبيين ينظرون إليه على أنه حريص على ارضاء الأجانب ومصدر للقلق في بلد محافظ اجتماعياً مثل ليبيا بسبب حبه للحفلات ومعاشرة النساء، وكان على خلاف مع أشقائه المعتصم وعائشة وهانيبال والساعدي''. كما اشتهر سيف الإسلام بفضيحة علاقته بالممثلة الإسرائيلية الشقراء أورلي فينرانمان. أما بخصوص الساعدي، 36 عاما، ثالث أكبر أبناء القذافي، فإنه ''معروف بسوء التصرف وله ماض مضطرب، بما في ذلك اشتباكات مع الشرطة في أوروبا وبخاصة في ايطاليا وتعاطي المخدرات والكحول وإقامة الحفلات الباذخة والسفر إلى الخارج في مخالفة لرغبات والده، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق ''لعب موسماً واحداً مع نادي بيروجيا في دوري الدرجة الأولى في ايطاليا ويملك حصة كبيرة في نادي الأهلي أحد أكبر فريقين لكرة القدم في ليبيا، وتولى ادارة الاتحاد الليبي لكرة القدم''، وحاصل على شهادة في الهندسة، وخدم لفترة وجيزة كضابط في القوات الخاصة، واستخدم القوات الخاضعة لسيطرته ليؤثر على نتيجة الصفقات التجارية، ويملك شركة لإنتاج الأفلام''. وعن المعتصم 34 عاما رابع أكبر أبناء القذافي، قالت التقارير إنه ''يعمل بمثابة مستشار الأمن القومي لدى والده وكان حتى وقت قرب نجماً صاعداً، وفي العام 2008 طلب 2,1 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه الأصغر خميس، غير أنه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001 و ,2005 حين استغل إخوته غيابه لوضع شراكاتهم الخاصة بها، ويقيم علاقة سيئة بسيف الإسلام، ووصفه السفير الصربي بأنه غير بارع''. واضافت التقارير أن هانيبال 32 عاما، خامس أكبر أبناء القذافي ''له تاريخ متقلب من السلوك غير اللائق والاشتباكات مع السلطات العامة في اوروبا وأماكن أخرى، وأدى اعتقاله في جنيف بتهمة ضرب خدمه إلى تفجر أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، كما يشتهي اللهو في أكبر مرافئ العالم والعواصم الأوروبية حيث لا تنتهي الأمور دائماً على خير، وهنيبعل هو المجنون الذي يعشق قيادة سيارته ''البورش'' بسرعة 140 كلم/ الساعة وبعكس اتجاه السير في جادة ''الشانزيليزيه'' في باريس، هذا حينما لا يمضي وقته في ضرب عشيقته الحامل في فندق باريسي فخم، ما دفع العدالة الفرنسية للإدعاء عليه بتهم حيازة سلاح حربي وخطف وارتكاب أعمال عنف، في حين أن خميس نجل القذافي 29 عاما يحظى باحترام كقائد وحدة من القوات الخاصة تعرف باسم كتيبة خميس، والتي تعمل على نحو فعّال كوحدة عسكرية لحماية النظام وتدربت في روسيا''. وأشارت نفس التقارير إلى أن عائشة 33 عاما، الابنة الوحيدة للقذافي بعد مقتل ابنته بالتبني هناء في غارة أمريكية على طرابلس في العام ,1986 ''تتوسط في النزاعات العائلية وتدير منظمات غير حكومية، وتردد بأن لديها مصالح مالية في عيادة خاصة في طرابلس، وتم استدعاء المغني الأمريكي ليونيل ريتشي إلى ليبيا منذ سنوات ليغني في حفل عيد ميلادها''، كما تطمع عائشة لخلافة أبيها القذافي على عرش ليبيا. أما بخصوص محمد، الابن البكر للقذافي من زوجته الأولى، ''يرأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن أكثر من 40 بالمئة من شركة المشروبات الغازية الليبية ولديها مشروعاً مشتركاً مع كوكا كولا، كما يدير مناصب عامة ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية، في حين يعيش ابنه الثامن سيف العرب في ميونيخ، حيث تردد بأن لديه مصالح تجارية غير محددة وينفق الكثير من وقته على الحفلات.